«تُونس والجزائر بلد واحد». هذا الكلام ليس مُجرّد شعار شَعبوي للإستهلاك وإنما هو حقيقة ثابتة وواضحة وضوح الشمس في مرتفعات ساقية سيدي يوسف الشاهدة على اختلاط دم الشعبين في حَربهما المشتركة ضدّ المُستعمر الفرنسي. وهذه العلاقة التاريخية لم تَقتصر على مسار الثورة الجزائرية و أحداث ساقية سيد يوسف في عام 1958 بل أنها شملت أيضا كرة القدم التي شكّلت بدورها أحد الأعمدة المُهمّة في تقوية جسر الأخوّة بين البلدين. فريق الجَبهة في ضيافة تونس فَتحت تونس أراضيها في 1958 لإحتضان فريق جبهة التحرير الوطني وهو المنتخب الذي بعثه الأشقاء آنذاك للتمرّد على المُستعمر واستثمار الرياضة في الكِفاح ضدّ الاحتلال. وقد حرص الحبيب بورقيبة على استقبال لاعبي جبهة التحرير بنفسه وأحدث لجوء الأشقاء إلى تونس ضجّة كبيرة في المنطقة العربية وحتى في فرنسا التي تلقّت صدمة شديدة وهي تستيقظ على خبر «هُروب» فيلق من النجوم الجزائريين من الأندية الفرنسية إلى الأراضي التونسية في شكل مجموعات مُتفرّقة وبعد «عذابات» كبيرة بفعل اليد الطويلة للإستخبارات وكثرة «القوّادة» وهم كالسّرطان في جسد هذه الأمّة. سُوق كروية مُشتركة بالتوازي مع استقبال بلادنا لفريق جَبهة التحرير عام 58 تَوطّدت العلاقات التونسيةالجزائرية بفضل جَحافل المدربين واللاعبين المُنتقلين بين البلدين. والحقيقة أن قائمة الأشقاء الذين اشتغلوا في ملاعبنا وتقاسموا معنا الأفراح والأتراح طويلة ويمكن أن نستحضر منهم على سبيل الذِّكر لا الحَصر الحبيب دراوة وهشام بلقروي ويوسف البلايلي وعنتر يحيي (في الترجي) وعبد الحق بن شيخة وفضيل مغاريا والرزقي عمروش وعبد المؤمن جابو (في الإفريقي) وبغداد بونجاح وبلال الدزيري (في النجم) وعزالدين آيت جودي (في صفاقس) ورشيد المخلوفي وعبد الكريم بيرة (في المرسى) وعبد العزيز بن تيفور (في حمام الأنف)... وغيرهم كثير. وفي المُقابل صدّرت تونس بدورها عدة «كوارجية» وإطارات فنية إلى الملاعب الجزائرية كما هو شأن حمادي هنية وعبد الوهاب لحمر ونبيل الكوكي وجدي الصيد وهشام السيفي... علاقات عائلية العلاقات بين الكرة التونسيةوالجزائرية لم تقتصر على تبادل اللاعبين والفنيين بل أن الصِّلات الرابطة بينهما تعمّقت أكثر بفضل وجود عائلات مترابطة بالدم أوبالمُصاهرة كما هو شأن ثنائي المنتخب صيام بن يوسف ونعيم السليتي (الأوّل من أم جزائرية والثاني مُتزوّج من سيدة جزائرية) وقد كان اللاعبان ضمن الوفد الذي سافر إلى الجزائر بمناسبة المواجهة الودية المُرتقبة الليلة ضد الأشقاء. ألم نقل منذ السّطر الأوّل إن تونسوالجزائر بلد واحد؟