تونس (الشروق) صفر مخزون من الحليب ونحن على أبواب رمضان، نعيش اليوم ويومه في توفيره للمستهلك رغم اننا في فترة ذروة الانتاج، مربون يتخلون عن قطيعهم للذبح او التهريب، خصومات بين الصناعيين بسبب نقص الحليب. هذا ملخص لتأزم قطاع الحليب والالبان في تونس حاليا . المربون واصحاب المركزيات ومراكز التجميع اطلقوا صيحات فزع عديدة سابقا وحذروا الحكومة من تأزم الوضع في ظل عدم اتخاذ حلول عملية لإنقاذ قطاع الحليب والالبان من الانهيار وعادوا لمربع التحذير والتنبيه بعقد ندوة صحفية صباح امس بمقر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري . وفي هذا الاطار قال منور صغير مدير الانتاج الحيواني للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ل"الشروق": ان القطاع عاش ازمة فائض سنتي 2015 و2016 ثم تغيرت المعطيات منذ سنة 2017 مع انهيار الدينار وتأثيره على الكلفة لاسيما وان 60 بالمائة من مستلزمات الانتاج مستورد خاصة الاعلاف وهو ما اثر سلبا على المربين ودفعهم الى التفويت في القطيع بالذبح او التهريب. واضاف انه في سنة 2017 حذرنا مما وصلنا اليه اليوم وقلنا انه لابد من اقرار زيادة تكون متنفسا للمربين حتى يتمسكوا بالقطاع ولكن لم تعر الحكومة اي اهتمام لتحذيراتنا وفي المقابل تواصل ارتفاع اسعار الاعلاف (تمثل 50 بالمائة من الكلفة وارتفعت بنسبة 35 بالمائة ) فضلا عن اليد العاملة ومكونات التعليب والنقل التي ارتفعت ب10 بالمائة مما اثر سلبا على المربين وشملت المصانع التي تتخاصم يوميا بسبب الجري وراء توفير كميات للعمل اليومي مع غلق معملين . صفر مخزون اعتبر منور الصغير ان الارقام التي تقدمها سلطة الاشراف حول مخزون رمضان من الحليب مغلوطة والمخزون الذي يتحدثون عنه هو مخزون فني وليس استراتيجيا ذلك اننا نستهلك يوميا في حدود 2 ملايين لتر ولدينا مخزون حاليا ب20 مليون لتر ونحن على ابواب رمضان. وتساءل ان كنا في ذروة الانتاج ونغطي حاجياتنا وفقا لقاعدة «اليوم ويومه» فماذا عن فترة نقص الانتاج بعد شهرين؟ وبناء عليه قال :» نتوقع عندها عجزا ب30 مليون لترفي المخزون وبالتالي اللجوء الى التوريد بالعملة الصعبة باسعار تصل الى 2 دينار للتر الواحد . وحول مطالب القطاع افاد "يجب اقرار الزيادة وفورا لتكون متنفسا ومحفزا للمربين على مواصلة الانتاج لتمر من 890 مي حاليا الى 1100مي وفي حال تواصلت المماطلة وعدم الاهتمام بمشاكل القطاع سوف يلتقي المهنيون يوم 10 افريل القادم لاتخاذ قرار ايقاف النشاط نهائيا بماله من تداعيات حول قطاع اللحوم الحمراء لان المنتج لن يواصل البيع بالخسارة" .