من أقواله المأثورة « إننا نذهب إلى المسرح كي نعثر على الحياة، لكن تلك الحياة يجب أن تكون مختلفة عن الحياة القائمة خارج المسرح … « لم يتلق تعليما او تدريبا مسرحيا و لكنه يعد من اهم المسرحيين المعاصرين في العالم … انه المخرج و المؤلف و الممثل المسرحي الانقليزي الشهير بيتر بروك . ولد بيتر بروك فى لندن عام 1925 وسط عائلة من اصول روسية درس في اكسفورد ومارس التمثيل والإخراج مبكرا وهو في العشرين من عمره، فاشتغل كثيرا على مسرحيات شكسبير. ثم، زار كثيرا من دول العالم للبحث عن أصول الفرجة الدرامية وطقوسها الأنتروبولوجية كدول آسيا و أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وقد ذاعت شهرته في أرجاء العالم، واستدعته منظمة اليونسكو لتشيد له معلما مسرحيا بباريس يطبق فيه نظرياته المسرحية، وينجز فيه عروضه الدراماتورجية وذلك في السبعينيات من القرن العشرين . عمل بروك مخرجاً مسرحياً ومديراً لفرقة شكسبير الملكية ورأس المركز الدولى للأبحاث المسرحية فى باريس، وأخرج أكثر من خمسين عرضاً مسرحياً، من بينها: «العاصفة» و»الملك لير»، و»حلقة حول القمر»و»أوديب»، و»مشهد من الجسر»، و»هاملت» و»حلم ليلة منتصف الصيف»، و»مأساة كارمن»، و»المهابهاراتا»، و»بستان الكرز»، وقام بإخراج مجموعة من الأفلام السينمائية، إلى جانب إخراجه لعدد من الأوبرات منها: «زواج فيغارو»، و»بوريس غودونوف»، و»فاوست»، و»يوجين أونيغين». كما ألف مجموعة من الكتب من أبرزها: «الفضاء المسرحى الفارغ» و»النقطة المتحولة»، و»الباب المفتوح»، وهذا الكتاب الأخير عبارة عن سيرة ذاتية للمخرج العالمى الشهير استعرض فيها تفاصيل مهمة وضرورية فى نجاح أى عمل مسرحى وتحديد مستواه الفنى والإبداعى . يعدّ بيتر بروك ظاهرة فنية فريدة اذ استطاع خلال مسيرته أن يغيِّر طبيعة العرض الدرامى، خلال تلقيحه بالأشكال الثقافية الشرقية والأمريكية والأفريقية على غرار أنطونان أرطو وأريان مينوشكين وأوجينيو باربا وبريخت وماييرخولد وروتوفسكى، كما غير شكل المسرح الحديث، عن طريق إلغاء الحاجز الوهمى الذى يفصل بين الممثلين والجمهور حتى وصل إلى قمة النجاح وصارت الجماهير تنتظر أى جديد يقدمه . ويتميز المنهج الإخراجى لدى بروك بالتنوع النظرى والمدرسى حتى سمى منهجه الميزانسينى بالمنهج التلفيقى؛ لأنه كان يجمع فى عروضه الدراماتورجية والدرامية بين عدة تقنيات وتصورات إخراجية للذين سبقوه أو جايلوه من المخرجين العظام.. ولم ينغلق «بروك» على المسرح الغربى فحسب، بل اهتم أيضًا بالمسرح الأنتروبولوجى الشرقى القائم على الطقوس الدينية والسحرية والميتافيزيقية والفانطاستيك والروتيسك.