صِناعة الأفراح في كَامل الجمهورية. هذا هو شِعار الكأس المحلية التي تجوّلت في الرجيش وسليمان وقبلي وجربة وبُوسالم التي شَكّل «اتّحادها» إحدى المُفاجآت السّارة في النُسخة الحَالية. وتأخذنا الكأس اليوم إلى باردو والمنزه حيث تُواجه «البَقلاوة» «السي .آس .آس» في الوقت الذي يَصطدم فيه الإفريقي بنجم المَناجم. لقاء الملعب التونسي والنادي الصّفاقسي لا يحتاج إلى تَقديم بما أن تاريخ الناديين يَتحدّث عن نفسه ويَشهد لوحده على التَقاليد الكَبيرة ل «الستادستية» و»الصّفاقسية» في «اصطياد» الكُؤوس المحلية من زمن ديوة والطرابلسي إلى عصر السليتي والمرداسي. ومن شِبه المُؤكد أن القمّة المُنتظرة اليوم في مركب الهادي النيفر ستستقطب الأنظار قِياسا بثقل الفريقين والحَماس الكَبير في مِثل هذه القِمم الكُروية التي يَصعب التكهّن بنتيجتها النهائية في مُنافسات البطولة فما بالك بمُواجهات الكأس التي لا وُجود في قاموسها لمصطلح «المَنطق». من جِهته، يُراهن فريق باردو على «رَمزية» مركّبه ودعم جُمهوره ليُواصل رحلة البحث عن كأسه السّابعة. وبالإضافة إلى عَاملي الأرض والجمهور والخِبرات الواسعة في هذه المُسابقة يدخل «الستادستية» مُواجهة اليوم بمعنويات في السّماء بعد أن كانت الجمعية قد أقصت «قرش الشّمال» في عاصمة الجلاء بالذات. وقد جاء هذا الانتصار ليُفنّد التوقّعات والتَخمينات التي توهّم أصحابها بأن «البقلاوة» ستسقط بالضربة القَاضية في بنزرت. أمّا بالنسبة إلى «السي .آس .آس» فإنه تجاوز فخّ «المَرساوية» ويحلم بأن يفعل الأمر نفسه أمام الملعب التونسي ليُنعش بذلك فريق «كرول» الآمال في إحراز الكأس المحلية وهي من الأهداف المنشودة في عاصمة الجنوب مِثلها مثل البطولة وكأس الكنفدرالية. في المنزه يبدو مَصير هذا «المَعلم التاريخي» غَامضا وهو الانطباع نفسه الذي يَسبق مُواجهة النادي الإفريقي ونجم المتلوي. وما هو ثابت أن نادي «بَاب الجديد» سينزل بثقله ليقتلع بطاقة التأهل أملا في المُحافظة على لقب الكأس التي قد تكون أفضل تَعويض للجمهور بعد ضَياع الحُلم القاري والإبتعاد عن دائرة المُراهنين على البطولة. ولا جِدال في أن نجم المناجم مُنشغل بضمان البقاء لكنّه سيعمل في الوقت نفسه على الذهاب بَعيدا في سباق الكأس لتحقيق غَايتين اثنتين: الأولى تكمن في الحصول على جرعة معنوية من شأنها أن تُعزّز ثقة فريق الغربي في صِراع البقاء ويتمثّل المكسب الثاني في الدفاع عن حق الجمعية في الظفر بإنجاز يحفظه التاريخ على مُستوى الكأس.