عرفه الجمهور من خلال أدواره التلفزيونية ثم برز في العديد من الأعمال الفنية، في السينما والمسرح… وكان لآدائه الطبيعي او البسيط واختياراته الفنية المتفردة دور كبير في تميزه رغم ندرة ظهوره في الاعلام… الممثل محمد حسين قريع حضر منذ ايام في تظاهرة 24 ساعة مسرح بلا انقطاع في الكاف حيث التقته الشروق فكان الحوار التالي: الكاف «الشروق»: الفنان محمد حسين قريع، من هو ؟ أنا أصيل المهدية، انتدبت معلما وانقطعت بعد 3 سنوات مخيرا العمل الحر بعد أن درست في المدرسة العليا لترشيح المعلمين بالكاف ثم التحقت بالتكوين في المركز الجهوي للفنون الركحية والدرامية بالكاف منذ افتتاحه سنة 1993 أين شاهدت مسرحيات للمخرج الراحل منصف السويسي، وهما «عطشان يا صبايا» و»الثعلب والعنب» وتعلمت على يده المسرح وشاركت في مسرحية «الريتسي» و»كسوف» مع لسعد بن عبد الله و»رقص على الجسر» مع فتحي بن عزيزة. شاهدناك في عرض مسرحية « ليلة كلبة « لرمزي عزيز بالكاف وفي بوسالم، ماذا عن علاقتك بالمخرجين القدامى والجدد ؟ أعتبر نفسي مخضرما، اشتغلت مع المخرجين القدامي بالكاف كما اشتغلت في «أحداث متفرّقة»مع خولة الهادف و«رهائن» مع عزالدين قنون و»لنقار» مع الشاذلي العرفاوي و»السيرك» مع فرحات الجديد. عرفني الجمهور في الدراما التونسية من خلال مسلسل « حسابات وعقابات « و» عودة المنيار « للحبيب المسلماني و» بين الثنايا « و» سيتكوم « و» شوفلي حل « مع صلاح الدين الصيد و» ولد الطليانة» مع نجيب بالقاضي . ماذا عن « الدراما « التونسية ؟ حتى لا أظلم الناس ولا اقول أشياء قد تؤثر على علاقتي بالمنتجين والمخرجين، فإني أنبذ المحاباة في توزيع الأدوار ولا أحبذ المخرج الذي لا يحترم عمله بما يسيء للإنتاج، فهو يتصرف في الدراما حسب الضرورة لا حسب ضرورة الفعل الإبداعي بما يؤثر سلبا على أداء الممثل وخاصة تغيير ممثل بممثل قبل ساعتين من انطلاق العمل وسط ممارسات درامية للعنف تحيلنا على مفهوم الهيمنة وتكريس نمط اجتماعي غير محبذ بتعلة « الجمهور يريد ذلك « وهو غير مقبول تماما يؤدي إلى السقوط في فخ الخطاب المباشر . أين سيشاهدك جمهورك خلال شهر رمضان ؟ سألتقي بجمهوري خلال شهر رمضان في « القضية 460 « بقناة التاسعة للمخرج مجدي السميري و» مشاعر « بقناة « قرطاج + «، ونفى ظهوره على الوطنية الأولى والثانية في سيتكوم « العيشة فن» . نعود إلى «ليلة كلبة» ما سر نجاحك في العرض ؟ شرعنا في إعدادها منذ نهاية صيف 2018 مع الممثلة أمال الفريحي ومحمد علي القلعي والمخرج رمزي عزيز ووليد عبد السلام وآمنة الكوكي ويصور مضمونها الواقع المريض، فحتى أعياد الميلاد لم تعد تحمل معنى الفرحة بحكم العلاقات الاجتماعية المهترئة وسط التهديد اليومي الذي يتعرض له الفرد وهي حيلة فنية للدخول في سياق فني جديد وهو « مسرح التهديد» الذي يقوم على « الكوميديا السوداء « بالتصرف في الأضواء والأدوات المسرحية والأساليب الفنية بما سمح لي أن أعيش الدور كما هو وهو ملاحقة « يوسف» المتهم بقتل زوجته مع انتمائه إلى منظمة مشبوهة، بعد تكامل في الأدوار على الركح، خبرناها لساعات طويلة من العمل دون انقطاع . وهو نفس التمشي في « سيكاتريس « لغازي الزغباني الذي عرض لأول مرة في فيفري 2019. الطفولة بين «شكلاطة أمه تبر» والإرهاب ؟ الحب هو الأساس وأنا أعشق الطفولة لما فيها من البراءة، فحينما تعشق تفعل المستحيل، وبما أن المسرح يسمو بالعلاقات الإنسانية لمعانقة المطلق فإنني أعيش الدور كما هو بالتفاعل مع مختلف عناصر الطبيعة في جبال الشمال الغربي في المسلسلات وذلك بالحنين إلى رحم الأم والجدة في صورة « أمه تبر» وما يخلفه ألم الفقدان من وجيعة في شخصية الطفل سيما إذا تميزت العلاقة بالمودة والكرم . أما الطفولة غير العادية في « خرمة» وبؤر التوتر أو الإرهاب فقد أديت دور طفل عائد من سوريا في فيلم « إخوان» لمريم جوبار وهو عمل روائي من إنتاج تونسي كندي سويدي قطري، يروي قصة عائلة تعيش بمنطقة جبلية يمتهن أفرادها الرعي أين ظنوا أن ابنها الذي غاب سنة كاملة قد تم القضاء عليه مع التنظيم الإسلامي « داعش» . ماذا عن شعرية أسلوب محمد حسين قريع ؟ الشعرية هي نتاج الانسجام مع جمال الطبيعة ماديا ومعنويا، وهذا لا يخفي هوسي بالشعر القديم وشعر بدر شاكر السياب ومعين بسيسو والصغير أولاد أحمد وأدونيس بما لا يتنافى وجمال الأسلوب ودقة العبارة ورمزيتها في أدواري الكوميدية والتراجيدية على حد السواء . هل أنت راض على دورك في شخصية «بوهالي» مع بلطي؟ الفن جنون، وكلمات «بوهالي» لبلطي تنطبق على كم هائل من الأشخاص، وقد حققت نسب مشاهدة مليونية، وأنا راض على دوري لما فيه من رسالة إيجابية تصور معاناة أغلب أفراد المجتمع واتخاذهم للتردد على الحانات سبيلا للتخلص من الصراع مع الذات ومع الآخر. السياسة والمسرح؟ ولما سألنا محدثنا عن السياسة وما يحدث في تونس اليوم وفي العالم العربي، ألح على البقاء في عالم المسرح بقوله : « إن المسرح يحقق سمو الذات بعيدا على سفسطة السياسيين، فعندما أصعد على الركح أو أتقمص دورا ما فإنني أحقق حريتي الذاتية وحرية الآخرين وألتحم بهم من الداخل، ولا يتحقق ذلك إلا بالرقي الفني بعيدا على التملق السياسي وما يحمله من تلاعب مرضي بالعلاقات الإنسانية».