تتسارع وتيرة العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي للسيطرة على العاصمة طرابلس في إطار معركته الواسعة التي أطلق عليها تسمية "طوفان الكرامة"، وذلك بالتزامن مع تحركات دولية تعمل على وقف الهجوم وإنقاذ مؤتمر السلام الليبي. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي السبت إن القوات المسلحة سيطرت بشكل كامل على مطار طرابلس الدولي. وأشارت إلى أن القوات تعمل على عملية تأمين المطار ك"نقطة انطلاق للسيطرة على مواقع حيوية أخرى داخل العاصمة". وقالت مصادر في العاصمة طرابلس إن قوات الجيش الليبي سيطرت على عدد من المناطق غربي وجنوبي العاصمة، من بينها الزهراء والساعدية وعين زارة. ووصف المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة الوضع في طرابلس ب"الخطير"، وأشار إلى أنه يعمل "على مدار الساعة لتجنب المواجهة العسكرية. ويلتقي المبعوث الأممي، السبت، فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في إطار السعي لنزع فتيل الأزمة في طرابلس. ونقلت مصادر إعلامية أن سلامة قدم صورة قاتمة عن الوضع الميداني والسياسي في طرابلس، في تقرير قدمه لمجلس الأمن عبر اتصال متلفز من طرابلس خلال جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس بشكل عاجل بناء على دعوة من بريطانيا. وأبلغ سلامة مجلس الأمن أنه سيحدد موقفه في شأن ما إذا كان سيعلن موعدا لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني مطلع الأسبوع المقبل، بناء على التطورات الميدانية وتفاعلات الوضع الأمني. والخميس، أعلن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، رسميا إطلاق عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس وتحريرها من سطوة الميليشيات قبيل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس، تحت رعاية أممية. وردًا على ذلك، أمر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، سلاح الجو ب"قصف كل من يهدد الحياة المدنية" بالتزامن مع تقدم الجيش لغرب البلاد. وعلى الصعيد الميداني أعلن الجيش الليبي السبت استعادة السيطرة على البوابة 27 في طرابلس بعد سيطرة سابقة لقوات تابعة لحكومة الوفاق. وقال مصدر عسكري في الجيش الليبي الوطني إن قواته تمكنت من إعادة السيطرة على البوابة 27. ودعت "شعبة الإعلام الحربي" التابعة للجيش الليبي سكان العاصمة طرابلس للابتعاد عن مناطق الاشتباكات. وكانت طائرة حربية تابعة لحكومة الوفاق الليبية، قد قصفت معسكراً تتمركز فيه قوات الجيش في مدينة "مزدة" جنوبطرابلس، بحسب وسائل إعلام محلية. ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن مصادر عسكرية لم تسمها بأن طيران يتبع لحكومة الوفاق شن ضربات جوية على معسكر تتمركز به قوات الجيش في مزدة جنوبي مدينة غريان. وعلى صعيد المواقف الدولية أعرب مجلس الأمن الجمعة عن "قلقه العميق" إزاء تطورات الوضع في ليبيا، ودعا الجيش الوطني الليبي إلى وقف جميع التحركات العسكرية. فيما دعا وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان صدر في وقت متأخر مساء الجمعة إلى الكف فورا عن التحركات العسكرية تجاه العاصمة طرابلس. في هذا الصدد حمل سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، "الناتو" سبب إطالة أمد الصراع الداخلي الليبي نتيجة ما اعتبره "تدخلا عسكريا من جانبه"، في إشارة لتحركاته للإطاحة بمعمر القذافي 2011، مؤكدا أن بلاده لديها رؤية لحل الأزمة الليبية. وأوضح لافروف، أن "الصراع الداخلي الذي طال أمده في ليبيا نجم مباشرة عن التدخل العسكري غير الشرعي من جانب الناتو، وقد تسبب كل هذا في انزلاق البلاد نحو الفوضى، فيما تحول إلى مصدر عدم استقرار في المنطقة وأرض خصبة للارهاب". وأضاف "مهمتنا الآن هي مد يد العون لليبيين من أجل تجاوز الخلافات القائمة والتوصل إلى اتفاقات ثابتة خاصة حول معايير المصالحة الوطنية". وأكد أن بلاده "تدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة الهادفة إلى تنفيذ ما طرحه من خريطة طريق خاصة بتطبيع الأوضاع في ليبيا عبر إجراء الانتخابات العامة الحرة والعادلة والإصلاح الدستوري". وأعرب عن أمله أن المؤتمر الليبي الذي يعقده المبعوث الخاص، منتصف افريل في مدينة غدامس سوف يسمح بإحراز التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف.(العرب)