كشف تقرير لمنظمة «لنعمل من أجل البيئة» صدر بفرنسا في شهر مارس الماضي أن ثلاثة أرباع من أنواع معجون الأسنان المستهلكة في فرنسا تحتوي مواد مسرطنة. وللتذكير ذات الأنواع المذكورة هي نفسها التي تباع في تونس... تونس (الشروق) على مدى عقود وعقود، تعودت أجيال وأجيال في تونس على تنظيف أسنانها بأنواع معينة من معجون الاسنان المستوردة من فرنسا أو التابعة لنفس تلك العلامات. ولكن يتم تصنيعها محليا. هذه العلامات التجارية وردت في تقرير لمنظمة « لنعمل من أجل البيئة» شمل عينات من أنواع عديدة لمعجون الأسنان والذي تبين أن ثلاثة أرباعها تحتوي على مادة ديوكسيد التيتان. وهي مادة مسرطنة تم منع استعمالها في الصناعات الغذائية منذ سنوات. وأشار التقرير الى أن هذه العلامات التجارية هي كولقايت وسينيال وفاديماكون وتوتال. كما أكد التقرير أن مادة ديوكسيد التيتان مستعملة بكثافة خاصة في إنتاج معجون الأسنان المعد للأطفال. واعتمدت المنظمة المذكورة على مخبر لتحليل عينات من معجون الأسنان. وأثبتت التحاليل أن المادة المسرطنة المذكورة حاضرة بكثافة في معجون الاسنان الموجه الى الاطفال والحامل للعلامة التجارية . «Signal Kids goût fraise». الملون القاتل... ديوكسيد التيتان أوE171 هو أحد المواد الملونة المستعملة في بعض الأغذية والحلويات وكذلك في بعض مواد التجميل (خاصة المضادة للشمس) وبعض أنواع معجون الأسنان والمواد الصيدلانية. هذا الملون الذي لا يستطيع الجسم التخلص منه يصيب الرئة والطبقة المغلفة للجهاز الهضمي بالالتهابات وهو من مسببات السرطان. وقد تم إدراجه سنة 2006 من طرف المركز الدولي لأبحاث السرطان كمادة مسرطنة. وشملت العينة التي اعتمدتها المنظمة في تقريرها على 408 أنواع من معجون الاسنان منها 59 موجهة الى الأطفال. وثبت أن 279 نوعا منها يحتوي على ديوكسيد التيتان. كما يحتوي 29 من أنواع معجون الأسنان المعد للأطفال على هذه المادة المسرطنة. والغريب أن كل هذه العلامات التجارية المسوقة في تونس لا تحذر المستهلك من احتواء معجون الاسنان الذي تنتجه على المادة المسرطنة المذكورة. وهوما يقتضيه القانون التونسي. ولإثبات تعمد الشركات المنتجة لهذه الأنواع من معجون الأسنان استعمال مادة ديوكسيد التيتان في منتجاتها، كشف تقرير المنظمة أن حضور الملون المسرطن المذكور يتجاوز نسبة 47 بالمائة في معجون الأسنان المعد للأطفال. وهوما يثبت أن استعمال هذه المادة ليس عفويا. من النظافة الى الموت ليس فقط معجون الأسنان معنيا بهذه المواد المسرطنة. بل كذلك عدد كبير من مواد التجميل والنظافة مثل الشمبوان. إذ كشف الموقع الأمريكى Healthy Food House عن تقرير « تعلق ب100 نوع من الشامبوهات ذات العلامات التجارية المعروفة. وأكد الموقع أن هذه الأنواع تحتوي على مواد كيميائية محظورة منها مادة «كوكاميد» التي تم اكتشافها من قبل مركز الصحة البيئية. وأشار إلى أن هذه المادة الكيمائية التي يتم استخدامها فى منتجات العناية بالجسم والتي تسبب الرغوة، يوجد حولها الكثير من الشكوك والقلق. وهي مادة مسرطنة ثبت عبر دراسة أجريت في العام الماضي على حيوانات التجارب أنها تسبب السرطان. وتم حظرها مثلا في ولاية كاليفورنيا». وحسب ما جاء فى التقرير « فإنه من الأمور الصادمة أن الشركات المفضلة لديك قد تستخدم هذه المادة الكيميائية فى منتجات العناية بالشعر والجسم. وقد لا تصدق أن هذه القائمة تضم منتجات شهيرة تشمل شامبوهات بالموليف وبالمرز وبول ميتشل وول مارت وهربل أسنس وسباركل لايت، وفيليب وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك كشفت الاختبارات المعملية عن أن هذه المادة المسرطنة تستخدم أيضًا في منتجات الأطفال. وأشهرها شامبو وبلسم الأطفال جونسون». كما بينت تحاليل مركز الصحة البيئية، بكاليفورنيا أن « استخدام الشامبوان الذي يحتوي على مواد كيميائية ضارة، يعد من أسوإ الأشياء التي تؤثر على جسمك وعينيك، وأن 98 % من أنواع الشامبو والصابون التي شملتها الدراسة تحتوي على مواد مسرطنة معروفة باسم ثنائي ايتانول أمين كوكاميد المميتة والتي تعرضك للخطر» علما أن هذه المنتجات تسوق في تونس أو يتم استيرادها بشكل غير قانوني عن طريق مسالك التهريب.