تونس «الشروق»: انقضت الآجال المحدّدة للمؤتمر الوطني لنداء تونس دون استكمال أشغاله. وتمّ التمديد في انتخاب الهيئة السياسية وبقية المواقع القياديّة في الحزب الى اليوم الثلاثاء وربّما الى أكثر من ذلك بيوم أو يومين آخرين. هل عجز الندائيون عن تجاوز خلافاتهم وانقساماتهم السابقة؟ وهل يكون المؤتمر فاتحة لصراع جديد؟ وهل ينتهي الوضع القيادي على وجه الخصوص بمثل ما كان عليه قبل المؤتمر؟ المتابعون لأشغال مؤتمر نداء تونس التي تواصلت أيام السبت والأحد وأمس الاثنين، يؤكدون أنّ الأجواء لم تكن نقيّة كما كان يُفترض. إذ تحدثت الكواليس عن صراعات عنيفة وعمليات إقصاء لبعض الأسماء وغياب التوافقات المطلوبة بين مختلف أجنحة الحزب. وإن كانت مثل هذه المسائل مألوفة في جلّ المؤتمرات التي لا تخلو من حسابات وتكتيكات وخطط من الفاعلين الكبار ومراكز النفوذ لضمان الأغلبية ونيل المراتب القياديّة، فإنّ اللافت للنظر هو عدم تمكّن رئاسة المؤتمر من حسم الخلافات الطارئة بخصوص توقيت تقديم الترشحات للهيئة السياسية وآجالها. وهذا ما أحدث خلافا عميقا بين رئيسة المؤتمر سميرة بالقاضي ونوابها وأساسا منهم الوجه المعروف عيسى الحيدوسي. فالتوصل الى تمديد المؤتمر ونقله من المنستير الى البحيرة بالعاصمة، لا يعني انفراجا للوضع. بل هو على الأقرب تحويل فقط لمكان المعركة الفاصلة. رشح من الكواليس أنّ الأمور لم تُحسم بعد على أكثر من صعيد، وأنّ صراع التموقع كان شديدا جدا. فحتى أعضاء اللجنة المركزية، وهي أعلى هيكل قيادي حسب القانون الجديد للحزب، ليسوا هم حتما من تمّ إعلان أسمائهم أمس. إذ هناك طعون سيتم النظر فيها على الأرجح اليوم قبل المرور الى انتخاب الهيئة السياسية ولاحقا انتخاب رئيس الحزب والأمين العام. السؤال المركزي الآن، الذي يطرحه المتابعون، هو هل ستنتهي أزمات النداء المستفحلة والتي طالت أشهرا عديدة وعرفت أطوارا مختلفة؟ أم سيتولّد عن المؤتمر أزمة جديدة؟ البعض يلمّح الى دور محوري للرئيس الشرفي الباجي قائد السبسي في ترتيب هذا المؤتمر وذلك ما يبرره خطابه في الافتتاح الرسمي. وهناك تسريبات تذهب إلى أنّ سي الباجي يُمسك أيضا بأبرز مخرجات المؤتمر، بما يعني إمكانية تدخله لتعديل الكفة وتحقيق التوازن المطلوب وإتاحة الفرصة لأكثر التيارات والجبهات المتصارعة في المؤتمر وقبله للتواجد في القيادة الجديدة. وفي هذا السياق هناك شبه تأكيد على حصة من الهيئة السياسية سيتولى تعيينها الباجي قائد السبسي باعتباره المؤسّس والرئيس الشرفي. وهي حصّة قد تكون كفيلة بتهدئة الخواطر وتحقيق الانسجام داخل القيادة الجديدة. من المنستير الى ضفاف البحيرة بالعاصمة، ستتحوّل الأنظار لمتابعة ما ستؤول اليه أجواء التنافس الشديدة التي رافقت جل ردهات أشغال المؤتمر. فهل تفتح صفحة جديدة في تاريخ هذا الحزب ويستعيد عافيته ويكون جاهزا للمواعيد الانتخابية والسياسيّة القادمة؟