يَستعدّ الترجي لخوض لقاء "الجليزة" في أجواء مُمتازة وذلك بفعل الإنتعاشة المَعنوية التي أفرزها الإنتصار البَاهر على قسنطينة في إطار ذهاب الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال. وينزل الترجي يوم غد ضيفا على مُستقبل قابس في نطاق الجولة الثامنة عشرة من سباق البطولة المحلية وتأتي رحلة الجنوب قبل ساعات معدودة من مُواجهة الإيّاب ضدّ قسنطينة والمُبرمجة ليوم السبت القادم في رادس. هاجس الإرهاق سيخوض الترجي مُواجهتي قابسوقسنطينة في ظرف أربعة أيام الشيء الذي يجعل هاجس الإرهاق والإصابات يُسيطر على حِسابات معين الشعباني. وتكتسي مباراة الغد أمام "الجليزة" أهمية كبيرة في سِباق البطولة لكن لقاء قسنطينة أهمّ وأصعب وهو ما قد يدفع الإطار الفني إلى إراحة بعض العناصر لتمكينها من الحُصول على جُرعة أوكسيجين وحمايتها من شبح الإصابات قبل الاصطدام بقسنطينة في لقاء حاسم على درب العُبور إلى المربّع الذهبي لرابطة الأبطال. ويتمتّع الترجي بزاد بشري ثري ومُتنوّع ما يُتيح له الفُرصة لخوض "مَاراطون" المُباريات المحلية والدولية بتشكيلات مُختلفة. وكان الشعباني قد اتّبع سياسة "تَدوير" الزاد البشري بشكل ناجع على صعيد النتائج المُسجّلة. وفي المُقابل لم تُحقّق هذه السياسة نجاحا كبيرا على مستوى الأداء وهو أمر مفهوم بالنظر إلى الفوارق الفنية والبدنية بين اللاعبين المُرسّمين بصفة شبه دائمة في التشكيلة وهُؤلاء الذين لا يشاركون بإنتظام في المُباريات الرسمية. على انفراد تدرّب خليل شمّام وسامح الدربالي على انفراد وهو ما يَعني أن هذا الثنائي قد يُواصل الغياب عن التشكيلة الترجية. هذا طبعا في انتظار التأكيدات الرسمية من المُشرفين على الجانبين الطبي والبدني. كما شهدت تمارين الفريق غياب إيهاب المباركي الذي كان قد تعرض لنزلة برد شديدة جعلته يتخلف عن اللقاء الأخير في قسنطينة. ملف الإنتدابات رغم المسيرة الوردية للترجي في مُختلف الواجهات المَحلية والخَارجية فإن أهل الدار على يقين بأن الجمعية في حاجة أكيدة لجُملة من التعزيزات النَوعية في الموسم القادم. وقد تَرسّخ الإقتناع في صُفوف "المكشخين" بأن عدّة مراكز تحتاج إلى التَدعيم كما هو شأن مقدّمة الهجوم وخطّ الوسط الهُجومي (الخطّة التي يشغلها الآن بقير) وبصفة خاصّة محور الدفاع حيث حصل الإجماع حول الضّعف الفادح للخطّ الخَلفي. وهذه الحقيقة وقف عليها المُتابعون في عدّة لقاءات على رأسها تلك التي جمعت الترجي بالرّجاء وقسنطينة. وتؤكد المعلومات القادمة من الحديقة أن أهل الدار سيُعالجون ملف المُنتدبين بصفة مُبكّرة خاصّة أن النَقائص معروفة والثّغرات مكشوفة للجَميع. عملية الإنتدابات المُرتقبة ستكون لها عدّة انعكاسات على مُستقبل عدد من اللاعبين الذي قد يسقطون من حسابات الفريق لضُعف مَردوديتهم. وتَرتبط التَعزيزات المُنتظرة أيضا بمسألة أخرى وهي المُفاوضات الجارية مع عدّة عناصر لتجديد عقودهم بما أن النتائج الخِتامية لهذه المُحادثات ستُحدّد بدورها عدد ومراكز الأقدام التي ستنتدبها هيئة حمدي المدب. الجَدير بالذّكر أنه وقع ترشيح عدّة أسماء للّعب في "بَاب سويقة" كما هو الحال بالنسبة إلى الدولي التونسي محمّد دراغر النَاشط في صفوف "بَادربورن" الألماني وأيضا المهاجم الطوغولي لنهضة بركان "لابا كودجو" الذي "يُخطّط" لمغادرة المغرب بمجرّد نهاية الموسم. وكانت بعض الجهات قد أكدت أن اللاّعب في طريقه فِعلا للترجي بل أنها ذهبت أبعد من ذلك وأشارت إلى أنه وقّع على عقد مَبدئي مع الفريق وهو ما نَفاه "كودجو" وَوكيل أعماله. لوحة فنية في الوقت الذي انشغل فيه الجميع برحلة قسنطينة نظّمت خلية أحباء الترجي في كندا احتفالا ضَخما بمناسبة المائوية. وقد عرض المُنظّمون على الجَالية الترجية هُناك تسجيلا مُصوّرا يَحتوي على عرض راقص على الجَليد. وهذا العَرض الفني من "صِناعة" إحدى "المكشخات" اللّواتي تعلّقت قُلوبهن بالأزياء الترجية. ومن المعلوم أن الترجي كان قد أقام عدّة احتفالات داخلية وأخرى في "باريس" و"فرانكفورت" و"الدّوحة" ...وغيرها من المُدن العالمية وذلك في إطار الاحتفالات بعام المائوية (15 جانفي 1919 - 15 جانفي 2019). توضيح كانت مُباراة الترجي وقسنطينة مسبوقة بحادثة جانبية تتمثّل في إلحاح أحد الإعلاميين الجزائريين على حُضور المدرب الأول معين الشعباني فَعاليات الندوة الصّحفية بدل مجدي التراوي. وقد استفزّت هذه الحادثة التراوي ليغادر قاعة المُؤتمرات بعد فشله الذريع في إقناع الصّحفي الجزائري بأن العَادات جَرت بحضور التراوي لا الشعباني وذلك مَهما كان اسم وحَجم المُنافس. وبعد العودة من الجزائر بادر الترجي بإصدار بلاغ توضيحي رفعا للإلتباسات ونَفيا للمُغالطات وقد أكد الفريق بأن التراوي غادر القاعة بسبب التصرّفات الغريبة للصحفي الجزائري هذا قبل أن يُمسك أعصابه ويعود مجدّدا إلى القاعة للإدلاء بالتصريحات وبحضور الصُحفي الذي افتعل هذا الإشكال المَجاني والاستفزازي. والغَريب في الأمر أن هذا الصُّحفي توهّم بأن الشعباني تعمّد الغِياب من باب "التَكبّر" وفَاته بأن مُعين لا يحضر الندوات أصلا وليس من "المغرورين" كما اعتقد هذا الصُّحفي الذي بوسعه إجراء حوار طويل وعريض مع الشعباني من مكتبه بالنّظر إلى ما يتّسم به معين من تواضع وانفتاح على الإعلام التونسي والأجنبي.