تراجع حضور الكتب الصفراء، طفرة في كتب الأطفال واسعار خيالية رغم التخفيضات... اقبال ضعيف في الأيام العادية وجمهور قياسي في العطل... الشروق زارت معرض تونس الدولي للكتاب في قصر المعارض بالكرم ورصدت آراء الزوار الذين كانوا بالمناسبة في يوم الاثنين 8 افريل قليلي العدد. تونس الشروق في يومه الخامس لم يكن الإقبال على معرض تونس الدولي للكتاب كبيرا وبالرغم من ان الإفتتاح تزامن ونهاية الأسبوع الا ان الإقبال لم يكن في مستوى الحدث أرجعه البعض الى رداءة الطقس وتوقيت تنظيم المعرض بعد نهاية العطلة المدرسية والجامعية باعتبار ان التلاميذ والطلبة اكثر المقبلين على المعرض ... وبالرغم من وفرة العناوين المعروضة وخاصة فيما يتعلق بكتب الأطفال الا ان الأسعار خيالية كما وصفها البعض رغم التخفيضات التي وصلت الى 50 بالمائة ... وان لم ترض هذه الدورة زوارها من حيث الأسعار الا ان التنظيم والسيطرة على عدم تسرب كتب الشعوذة والسحر اشاد به رواد المعرض هذا الى جانب الأنشطة الموازية والندوات الفكرية والورشات التنشيطية الخاصة بالأطفال ... عدد من زوار معرض تونس الدولي للكتاب لم يخفوا ايضا استياءهم من ارتفاع اسعار كتب الأطفال وخاصة الكتب الأجنبية التي تقدم تسعيرتها بالدولار مقابل انهيار الدينار التونسي وهو ما يتعارض مع مقدرتهم الشرائية فالوضع الإقتصادي للبلاد وتدني المقدرة الشرائية لدى التونسي كان لهما اثر واضح في الإقبال على الكتب بأنواعها وهو ما جعل البعض يتحسر على الدورة الفارطة التي وفرت كتب الأطفال بأسعار مرضية جدا فكانت فرصة لإقتناء كل مستلزماتهم الدراسية... التوقيت سبب في ضعف الإقبال كان محملا ببعض الكتب بين يديه رفقة عائلته يتجول بين الأروقة عله يجد ضالته وسط تلك الرفوف قطعنا نزهته لبعض اللحظات تحدث إلينا عبد العزيز السبيعي (باحث) باستغراب « لم أكن أتوقع ان اجد كتب الأطفال بهذه الأسعار المشطة رغم وفرتها وتنوعها الا انها ليست في المتناول كما عهدناها...» يضيف محدثنا « هل يعقل قصة صغيرة للأطفال ب25 دينارا وهذا اقل سعر وجدته في كتب الأطفال...» عبد العزيز السبيعي قال ايضا ان الكتب الصفراء موجودة لكن بنسبة ضعيفة جدا اما فيما يتعلق بالمراجع والكتب العلمية والأكاديمية فلاحظ انها تراجعت عن السنوات الفارطة.. وليس بعيدا عن رواق كتب الأطفال التقينا محمد استاذ تعليم ثانوي تحدث بشغف وحب عن الكتاب يصف نفسه بالقارئ الوفي لمعرض تونس الدولي للكتاب ... محمد يرى ان العناوين متوفرة في المعرض لكن التونسي لم يعد مقبلا على الكتب بالرغم ان اسعارها في المتناول حسب تعبيره يضيف استاذ التعليم الثانوي «المعرض مناسبة للتعرف على الإصدارات الجديدة واقتناء ما يبحث عنه اي قارئ لكن الإقبال ضعيف جدا لان التونسي هجر القراءة وهجر الكتاب خاصة مع الأزمة الإقتصادية لم يعد الكتاب من أولويات القارئ التونسي وحتى العربي... وعن الكتب التي اقتناها اكد ان ميولاته تاريخية وفلسفية وعلمية مضيفا ان ما جاء من اجله وجده تقريبا لكن ما لفت انتباهه غياب بعض دور النشر العربية التي كانت لها مشاركات في اغلب دورات المعرض. الدينار سبب آخر في كساد المبيعات رغم اختلاف الأراء حول الدورة 35 من معرض تونس الدولي للكتاب الا ان اغلبها اتفقت على الإقبال الضعيف ومشكل التوقيت الذي لم يتزامن مع العطلة المدرسية ورداءة الأحوال الجوية التي قد تكون عائقا امام اقبال الزوار على المعرض ... التقيناه يتصفح بعض الكتب ويقلب صفحاتها ناجي خشناوي (صحفي ) لم يخف ضعف الإقبال على المعرض مشيرا الى ان الرواد الكلاسيكيين للمعرض هم الطلبة والتلاميذ والكتاب والشعراء معتبرا اختيار توقيت الإفتتاح لم يكن موفقا... وفيما يتعلق بالكتب الصفراء يرى الخشناوي انها موجودة لكن بنسب ضعيفة مقارنة بالسنوات التي لحقت الثورة والتي شهدت اجتياحا كبيرا لمثل هذه الكتب التحريضية والتكفيرية وغيرها من هذه العناوين التي احتلت اروقة المعرض... ولم يخف محدثنا ان انهيار الدينار سبب رئيسي في كساد المبيعات. لم يكن الدكتور رضا التليلي راضيا عن نوعية الكتب المعروضة وصفها بالعموميات المرتبطة اغلبها بالتاريخ يقول صاحب الرأي « صحيح ان معرض تونس الدولي للكتاب مكسب عظيم لكن الأسعار مرتفعة جدا ويبقى الإشكال الكبير للكتاب يتمثل في التوزيع ...» رضا التليلي يرى ايضا ان الكتب المهمة اغلبها قادمة من أوروبا ومن الولاياتالمتحدة وبالتالي فهي مسعرة بالدولار لذلك اسعارها مشطة بالدينار التونسي مشيرا الى ان هناك عدم توازن بين المنتوج الفكري العربي (بسيط) والمنتوج الفكري الغربي (قيم). من جانبه اكد معز الهنتاتي موظف ومن رواد المعرض ان كتب الأطفال في صدارة المعروضات لكن اسعارها مرتفعة من 30 الى 60 دينارا على حد تعبيره مشيرا الى ان ازمة الدينار ساهمت في تضاعف الأسعار ... معز الهنتاتي لاحظ ايضا وهو يتجول بين اروقة المعرض تراجع حضور الكتب العلمية مؤكدا في ذات الصدد ان الإقبال ضعيف جدا مقارنة بالدورات الفارطة ولعل زمن تنظيم الدورة سبب رئيسي في ذلك على حد تعبيره... بقدرما اختلفت الآراء حول الدورة 35 من معرض تونس الدولي للكتاب الا انها التقت جميعها في مجموعة من النقاط وهي السيطرة على اجتياح الكتب الصفراء اروقة المعرض مقارنة بالدورات السابقة، ارتفاع الأسعار وانهيار الدينار سبب رئيسي في ذلك، اقبال ضعيف وتوقيت تنظيم الدورة من بين الأسباب، غياب بعض العناوين العلمية مقابل الحضور الكبير لكتب الأطفال، لكن تبقى اسعارها مشطة مقارنة بالمقدرة الشرائية للتونسي.