وسط سباق محموم نحو التصنيع، وتسويق صور الجمال والصحة، لا يستحي بعض أصحاب رؤوس الأموال من ترويج منتجات تبهر المستهلك بجمالها وتروج الأسماء الكبرى، لينجرف المستهلك وراءها في انصياع دون تساؤل واستفسار حول حقيقة كل ما يبرق. والواضح من خلال الدراسات التي تفاجئنا بحقيقة منتجات معروفة وما تحتويه من سموم وتمويه حول حقيقة مفعولها السحري، أن ليس كل ما يلمع ذهبا، بل إنه صدأ يهدد الصحة ويثير الاشمئزاز أحيانا. فاليوم يقف المستهلك أمام حقائق تجبره على تعديل سرعته في متابعة كل ما هو موضة وسريع وحديث. ولعل هذا من فوائد مجتمع عالمي يهدي استنتاجاته لكل من حوله. فاليوم استفاق المواطن الأوروربي على حقيقة مفادها أنه لا يجب الانبهار بكل ما هو مصنع وحديث و"مجمل"، فداخل العلب المبهرجة هناك ضريبة يدفعها المستهلك من صحته وعمره بسبب مواد ضارة تستخدمها الصناعة. لعل الدراسة الفرنسية الأخيرة هي صرخة تدعو للعودة إلى كل ما هو طبيعي، فالطبيعة التي هضمت الصناعة بملوثاتها وموادها الكيميائية حقوقها، مازالت هي الحل لصحة أفضل وحياة أجود. الواضح اليوم أن المصنعين لا يبخلون عن بيع "الوهم"، ويتجمعون ضد لوبيات تحمي مصالحا التجارية على حساب الصحة. على المنظمات اليوم السعي نحو ضمان تصنيع ذكي يراعي الصحة ويستثمر في كل ما هو طبيعي، وتمنع هرولة بلادنا وراء المنتجات والماركات العالمية دون انتباه إلى الوجه البشع لعدد من المنتجات. كالعادة منظمات الغرب هي الأقرب والأسرع في الدفاع عن حقوق مواطنيها في الصحة وفي مقاومة لوبيات الثراء ولو بامتصاص بطيء حياة المستهلكين. فهل ننتفض ضد التبعية الاقتصادية والمادية التي أغرقت المستهلك؟