بَعد حوالي 75 ساعة من تجاوز فخّ قابس، يخوض الترجي اللّيلة في رادس مُواجهة قارية «ملغومة» وذلك ضدّ قسنطينة في نطاق إياب الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية. لقاء قسنطينة يبدو سهلا بالنظر إلى فوز الترجي في الذهاب بثلاثة أهداف لهدفين لكن هذه الأسبقية لا تُلغي أبدا الخطر الكبير الذي قد يصنعه الأشقاء في هذه المباراة الإقصائية على درب المُربّع الذهبي. هُنا تكمن خُطورة قسنطينة سَاد الإقتناع في صفوف أغلب «المكشخين» والمُتابعين للشأن الكروي بأن الترجي حسم معركة الترشح إلى الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال منذ لقاء الذهاب في الجزائر. ويعتقد هؤلاء أن مُباراة الليلة ستكون «شبه شكلية» بالنظر إلى الأفضلية الترجية (3 مُقابل 2). ولا جدال طبعا في أن فريق الشعباني مُرشّح بنسبة 99 بالمائة للعبور لكن هذا لا ينفي أبدا الخطر الجزائري ولا يحجب مُطلقا المُفاجآت التي قد تُفجّرها قسنطينة مُستغلة في ذلك تورّط «المكشخين» في فخّ الاستسهال فضلا عن ضعف الدفاع الذي كاد أن يُفوّت على سفير تونس الإنتصار في مُباراة الذهاب. ومن هذا المُنطلق فإن «اليَقظة» مطلوبة إلى حين التأكد من التأهل بصفة رسمية. ولاشك في أن الترجي أكثر العارفين بالمفاجآت السيئة في مِثل هذه المُواجهات التي تبدو في ظاهرها سهلة. ومن المُؤكد أن الجميع يستحضر سيناريو مولودية بجاية عندما فرض عليها الترجي التعادل السلبي في الجزائر وأوهم نفسه بأنه سيسحقها في تونس غير أن الأشقاء سَرقوا فرحة الجمهور وأجبروا نادي «باب سويقة» على التعادل بهدف لمثله وهو ما حكم على «المكشخين» بالإنسحاب من كأس الكنفدرالية آنذاك (نُسخة 2016). ولاشك في أن تلك الخَيبة مازالت عَالقة في أذهان المحبين واللاعبين أمثال الشعلالي والذوادي وبصفة خاصّة بن شريفية الذي ارتكب في تلك المُواجهة إحدى أكبر و»أفظع» الهفوات في مشواره مع الترجي. ومن المعلوم أيضا بأن الترجي نجح في القِيام بأكثر من «ريمونتادا» أشهرها تلك التي حصلت أمام الهلال السوداني (2005) وغرّة أوت الأنغولي والأهلي المصري (2018). وبناءً عليه فإن شيخ الأندية سيّد العارفين بأن تحقيق نتيجة ايجابية في الذهاب لا يعني شيئا إذا غاب التأكيد في مُواجهة الإياب. تعديلات طفيفة كانت الخَيارات الفنية التي اعتمدها الشعباني في قسنطينة ناجعة ونالت تشكيلته استحسان الجميع. وبناءً عليه فإن مدرب الترجي قد يحافظ على جُلّ الأسماء التي أثّثت لقاء الذَهاب في ملعب الشهيد حملاوي. وتؤكد آخر المعلومات القادمة من الحديقة «ب» أن الشعباني قد يقوم بتعديلات طفيفة مُقارنة بمباراة قسنطينة. وقد تشمل هذه التحويرات المراهنة على الجريدي بدل بن شريفية مع امكانية اقحام بقير مكان «كُوم» وهذا الخيار رهن المشاورات الحاصلة بين الإطار الفني والمشرفين على الجانب البدني. وسيتمّ سحب «كوم» من التشكيلة إذا ثبت أنه مُرهق بفعل نسق المباريات ومن المعروف أن لاعب الوسط الكامروني كان قد شارك في مباراة قسنطينة كما أنه ظهر في لقاء قابس وذلك على عكس العديد من العناصر الأساسية التي أعفاها الشعباني من خوض مباراة «الجليزة». هذا واستعاد سامح الدربالي جاهزيته لكن مشاركته في مباراة الليلة غير مُؤكدة وفي صورة تخلّفه من جديد عن التشكيلة المثالية فإن الجهة اليمنى ستكون من نَصيب «النجم» العائد من رفوف النسيان أمين المسكيني. التشكيلة المُحتملة بالنّظر إلى الحسابات الفنية للشعباني والوضعيات البدنية والصحية للاعبين يمكن أن للترجي أن يواجه قسنطينة بالأسماء التالية: الجريدي – الذوادي – اليعقوبي - المسكيني (الدربالي) - بن محمّد - كوليبالي – كوم (بقير) - الشعلالي – البدري – البلايلي – الخنيسي. رهان على الجمهور يُعلّق المسؤولون آمالا عريضة على الجماهير لدفع اللاعبين نحو الإنتصار في هذه المُواجهة المِفصلية في رحلة الدفاع عن العرش الإفريقي. وكانت لجنة التنظيم قد وضعت تذاكر اللّقاء منذ الأمس في شبابيك المنزه ومن المُقرّر أن تتواصل اليوم عملية ترويج بطاقات الدخول في المكان نفسه (من التاسعة صباحا إلى الثامنة ليلا). أمّا الأسعار فإنها تتراوح كما هو معروف بين 30 و40 و50 و60 دينارا.