* جندوبة «الشروق»: بعد أن زين المشهد الثقافي في السنة المنقضية بمعرض للفن التشكيلي تجود قريحة الدكتور حكيم الهرمي بمولود شعري اختار له عنوان «الطفل في المحراب». عنوان يختزل براءة الطفولة وقدسية المكان ليرسم طريقا للشاعر الهرمي سيكون محفزا لإصدارات أخرى تزدان بها المكتبة الوطنية والجهوية وما عدد القصائد التي وصلت إلى 22 قصيدة منها برسوماته سوى عينة من رحلة شاعر يتحسس طريق الإبداع شاعر اختار الطفولة كبداية لرحلته الطويلة ليكون «هو ذاك الطفل بعيني امه يبتعد يتعلم الفصول في رحم الخيال» هو خيال حمل بين ثناياه تطلعات إلى رحلة « حواء وشرف الورد» وأي رحلة تجمع بين وهو «الحلم يصنعها» و«ربيع لا حاجة المعطف فيه» لأن وهو الطفولة لن يكون عليا في ذاك العالم الذي يحتوي ثلاثية «الأرض والماء والنار». الهرمي بلغة رومنسية استمدها من جغرافية المكان وعراقة التاريخ كانت كافية لرسم تفاعلاته العاطفية ليكون بين قيد « تارة « وعنفوان» طورا « فهو الطفل الحالم والطفل الحزين والطفل العاشق والطفل الجريح ممررا بين طيات الكلمات مراحل حياتية السيرورة الحياة بمتناقضاتها من طفولة إلى شباب فكهولة تتلون بتلون نفسية الطفل التي لم تخل من المتناقضات رغم محاولة الانتماء في حضن نقاء المكان وصفائه الذي كان «المحراب» ملجأ يأوي إليه في رحلة إثبات الذات ونحت الكيان في لجوء يذكرنا برحلة ابي هريرة الوجودية التي أبدع في فصولها المسعدي وتكون المرأة حاضرة في هذه الرحلة لتشهد على «اعترافات تحت الضمير» و«غيابها نقطة استفهام» . الدكتور حكيم الهرمي لم يكتف بالزج بطفله الحالم حينا والحزين العاشق أحيانا بل جعله يعيش بأمل «شمعة أهل الكهف» متطلعا لمستقبل لن يوقف الحلم والأمل فيه لا يأس يمليخا ولا حزن مشلينيا لفوارق الزمان بين نائم لم تنتظره الحياة وبين عاشق تجاوز حدود التاريخ وحدود الزمان والمكان . ويكون شاعرنا أمام كل هذا الزخم من الأفكار والقصائد الرومنسية والوجودية أمام حتمية السيرورة في طريق الكتابة والإبداع عله يجد في طفله اليافع ملهما لأسعار أخرى ستكون منطلقا لإصدار آخر سيكون في جميع الأحوال إثراء للمشهد الثقافي .