أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في تقرير نشرته أمس الاثنين أن الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والصهاينة المعروفة ب»صفقة القرن» لا تحتوي دولة فلسطينية مستقلة «نهائيا». واشنطن (وكالات) وحسب الصحيفة فإن الخطة تتضمن فقط بعض المقترحات العملية من اجل تحسين ظروف عيش الفلسطينيين وبالتحديد في المجال الاقتصادي دون الإشارة الى إمكانية قيام دولة فلسطينية الى جانب الكيان الصهيوني. واستندت الصحيفة في معطياتها إلى شهادات من قبل أطراف ناقشت خطة السلام مع الفريق الذي يترأسه المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جاريد كوشنر. وحسب الشهادات فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترومب ستعرض على دول عربية منافع اقتصادية مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني مع ضمان عدم وجود دولة فلسطينية. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مارس الماضي إن خطة السلام للشرق الأوسط التي تعتزم الولاياتالمتحدة طرحها ستتخلى عن «المعايير» القديمة التي تتعلق بقضايا مثل القدس والمستوطنات، مؤكدا فشل المقاربة القديمة. وقال بومبيو في شهادة أمام الكونغرس «أنا واثق تماما أن ما تمت تجربته في السابق قد فشل. وأنا متفائل بأن ما نفعله سيوفر لنا احتمالات أفضل بأن نحقق النتائج التي ستكون أفضل للشعب الصهيوني وكذلك للشعب الفلسطيني». واحتج بومبيو مرارا عندما سألته رئيسة اللجنة الديمقراطية نيتا لوي إذا ما كانت إدارة ترامب تتمسك بالموقف الأمريكي المتبع منذ عقود بدعم حل الدولتين بين الصهاينة والفلسطينيين. وقال إن الولاياتالمتحدة تريد «توسيع النقاش»، وذلك في رد على سؤال عما إذا كان اتفاق السلام سيركز كما في الماضي على ترسيخ الحدود والاعتراف المتبادل ووضع القدس والمستوطنات في الضفة الغربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وأكد بومبيو «هذه كانت المعايير التي احتلت النقاشات سابقا وقادتنا إلى ما نحن عليه الآن: لا حل»، مشيرا إلى أن الخطة الأمريكية «ستستند إلى الحقائق على الأرض والتقييم الواقعي لما سيقودنا إلى تحقيق نتيجة جيدة». ومنذ توليه الرئاسة قام ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إلى المدينةالمحتلة. وأغلق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن وسحب الولاياتالمتحدة من منظمات الأممالمتحدة التي يتهمها بالانحياز ضد الكيان الصهيوني. وخفض بشكل كبير التمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وفي كلمة أمام لجنة آيباك، قال السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان، إن ترامب يدفع من أجل خطة السلام لأنها ستحقق أهداف الكيان الصهيوني. وقال فريدمان إن إدارة ترامب تفهم أن دولة الاحتلال ستواجه «تهديدا وجوديا» في حال تخلت عن السيطرة الأمنية على الضفة الغربية. وتساءل «هل يمكن أن نترك الأمر لإدارة قد لا تفهم أنه في الشرق الأوسط السلام يأتي من خلال القوة وليس فقط من خلال الكلمات على الورق؟». ويرفض الفلسطينيون مناقشة أي مخطط للسلام مع الولاياتالمتحدة منذ اعتراف ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. كما أعلن عدد من الزعماء العرب رفضهم لأي اتفاق لا يتناول وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة.