أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المعظم وأيام قليلة ايضا تفصلنا عن السباق الدرامي والإنتاجات الرمضانية على الشاشات التليفزيونية وما نلاحظه هذه الأيام هدوء برامجي تشهده هذه القنوات فهي مكتفية ببث بعض الإنتاجات اليومية المعتادة الى جانب بعض الإعادات والتركيز على المسلسلات التركية في حين ينكب أصحابها والمشرفين عليها على الإعداد للشبكة الرمضانية وإنتاج برمجة متنوعة تمكنهم من الدخول الى سوق المنافسة من الباب الكبير خاصة وأن جل هذه التلفزات عادة ما تشهد انفلاتا برامجيا خلال شهر رمضان وبغض النظر عن المضمون الجيد الذي يشد المشاهد فهي تسعى كلها الى كسب أكثر عدد ممكن من المستشهرين اذ يعد هذا الشهر موسم غنيمة بالنسبة اليهم فيكتسح الإشهار هذه الشاشات بطريقة ملفتة ومزعجة مما يفسد لذة المشاهدة وهو ما عشناه خاصة السنوات الأخيرة على التلفزات التونسية الخاصة التي تعيش عاصفة حقيقية من البرامج بغثها وسمينها ومن الإشهار الذي فيها ايضا الكثير من الضرر على المستهلك وعلى الأطفال خاصة لكن رغم التحذيرات التي قامت بها منظمة الدفاع عن المستهلك في اكثر من مرة الا ان هذه التلفزات لا تأبه لذلك خاصة اذا ما تعلق الأمر بمداخيل الاشهار والتي تعد بالملايين... هكذا اذن تعيش التلفزات التونسية حالة من الهدوء الذي يفصل المتابع لها عن عاصفة الإشهار وتخمة البرامج في شهر رمضان...