وَسط حَذر كبير يَستقبل الترجي اليوم «مَازمبي» الذي يبقى من الخُصوم غير المرغوب فيهم بالنّظر إلى «سَوابقه» الخَطيرة و»سَرقاته» الشهيرة لأفراح الأندية التونسية المُشاركة في المُسابقات الإفريقية. الترجي، الإفريقي، النجم، «الستيدة»... جميعهم تجرّعوا مَرارة الهزيمة على يد الفريق الكونغولي القادم اليوم إلى رادس يَتأبّط شرّا وهي العَادة التي تربّى عليها من أيّام «الأمبراطور» «مويز كاتُومبي» والحَكم سَيء الذِّكر والسّمعة «كُوكو جَاوبي». وستكون الآمال معقودة على «ترجي البلاد» ليكتسح اليوم العَنيد «مَازمبي» ويشفي غليل كلّ «المكشخين» والتونسيين الملدوغين من جُحر «الغِربان» الكونغولية. لقاء اليوم يندرج في إطار ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال وهو ما يفرض على الترجي التعامل مع هذا الصِّراع القوي بدهاء عَال وتركيز شديد في سبيل تأمين العُبور إلى «الفينال» والإحتفاظ بالعَرش الإفريقي. نجاح الترجي في مُواجهة اليوم يخضع إلى شرطين اثنين وهما الصّلابة الدفاعية والنجاعة الهُجومية بحكم أن الجمعية في حاجة إلى تحقيق الإنتصار مع السعي إلى المُحافظة على نَظافة شباك بن شريفية حتى تكون المَهمّة في الإياب أسهل ولو أن التَجارب علّمتنا بأن النتائج الحَاصلة في الذهاب ليست دائما حاسمة وهُناك الكثير من النماذج الحيّة في إفريقيا وأوروبا عن الجمعيات التي خَسرت الرهان بفعل «الرِيمونتادا» التي قام بها الخُصوم في «الأشواط الثانية» من المُباريات الإقصائية أوحتى في الأدوار النهائية. وقد عاش الترجي نفسه مِثل هذه الحَالات في النسخة الأخيرة من رابطة الأبطال عندما قلب شيخ الأندية الطاولة على «الأهلاوية» وانتزع منهم اللّقب الغَالي في رادس وذلك بعد أن كان الأشقاء قد تَوهّموا بأنهم في طريق مفتوح للحصول على «الأميرة التاسعة» لتقدّمهم في مباراة الذهاب بثلاثية كَاملة وبمساعدة «مفضوحة» من الحكم الجزائري مهدي عبيد شارف. ومن المُؤكد أن ترجي الشعباني سَيُقاتل دفاعا وهُجوما ليخرج من رادس بفوز مُطمئن نسبيا على أن يكون الحسم في الرحلة المُرتقبة إلى «لوبُومباشي» بعد أسبوع من لقاء اليوم. ويملك سفير تونس وحَامل آمالها في رابطة الأبطال كلّ «الأسلحة» اللاّزمة ليقهر «مَازمبي». ويُراهن نادي «باب سويقة» على خِبراته القَارية الواسعة وامكاناته الفنية الكبيرة فضلا عن الدعم الذي ستجده الجمعية من الحشود الجماهيرية القادمة من كلّ مكان لتشهد ليلة القَبض على «الغِربان» الكونغولية وهي للأمانة من المُنافسين الأشداء والخُصوم الأقوياء. وقد يشعر الكثير منّا ب»الكُره» تُجاه «مَازمبي» لكن هذا الإحساس قد لا يَحجب حجم الإحترام الذي يكنّه البعض منّا للفريق الكونغولي لما حقّقه من نجاحات في العَشرية الأخيرة وذلك على مُستوى المُسابقات القارية أوحتى العَالمية بما أن «مَازمبي» كان قد بلغ نهائي المُونديال عام 2010. وقد تراجعت أسهم الفريق الكونغولي في بعض الفترات خاصّة في ظل «تورّط» مُدعّمه و»مُلهمه» «مويز» في لعبة السّياسة لكن هذا التراجع الطّفيف لم يمنع «مَازمبي» من المحافظة على صِيته و»جبروته» وهو ما يجعل الترجي أمام حتمية التعامل مع مُنافسه بحنكة كبيرة لأن الطريق إلى «الفِينال» ستكون ملغومة. حتّى لا ننسى «مَازمبي» خَصم يستحقّ التقدير ويُقرأ له ألف حساب حتّى وهو في أتعس حَالاته الفنية والإدارية. ورغم أن «مَازمبي» ضيف ثقيل الظل فإنه سيجد الحَفاوة والتبجيل في تونس لكن دون السّماح له هذه المرّة بتعميق «الجُرح» و»السّطو» على أفراح الجمهور الذي تَضاعفت نِقمته على مُنافس الترجي بعد أن قام بعض لاعبيه بحركات استفزازية يتوعّد من خلالها أبناء المدرب «بَامفيل ميهايو» بهزم فريق الشعباني بنتيجة تاريخية كما فعل «مَازمبي» مع ترجي البنزرتي في 2010 وافريقي اللّيلي في 2019. ومن هذا المُنطلق فإن الترجي مدعو بأن لا يرأف أبدا بالكونغوليين ردّا على الإستفزازات و»ثأرا» لجيل 2010 ولكلّ الأندية التونسية التي اكتوت بنيران «الغِربان» التي لن نسمع لها اليوم «نَعيقا» في حَضرة الترجي العريقة وجماهيره الكبيرة.