وَسط دعم كبير من الجمهور غادر الترجي يوم أمس تونس نحو الكونغو الديمقراطية في رحلة جوية خاصّة يقودها رئيس الجمعية حمدي المدب. وقد حَضر الأنصار لتوديع البعثة الترجية وتحفيز «الكَوارجية» للعَودة من «لوبومباشي» بورقة العُبور إلى الدّور النهائي لرابطة الأبطال التي يحلم فريق الشعباني في التَتويج بها للمرّة الثانية على التوالي وللمرّة الرابعة في تاريخ النادي. رسالة الجمهور رسالة الأحباء الذين جاؤوا لتوديع أبناء الشعباني في المطار كانت واضحة بما أنهم رفعوا لافتة عِملاقة تدعو إلى «غزو» القارة السمراء بروح الأبطال وهي «السِلاح» الأكبر والأهمّ الذي يمتلكه الترجي في لقاء الغد أمام «مازمبي» في نطاق إياب الدور نصف النهائي للمسابقة الإفريقية الأضخم. ويعتقد شقّ كبير من «المكشخين» بأن النجاح في المباراة المُرتقبة يوم غد في ضِيافة «الغِربان» الكونغولية يكمن بالأساس في الرُوح القِتالية التي سيظهر بها اللاعبون في ملعب «لوبومباشي». ومن المؤكد أن أبناء الشعباني يعلمون بأن الجمهور قام بالواجب في لقاء الذهاب في رادس حيث دفع الفريق نحو الفوز بهدف لصفر. كما أنه حرص أمس على التواجد في المطار لتوفير الدعم المعنوي للاعبين قبل الإقلاع نحو الكونغو الديمقراطية. وستكون الكرة بذلك في ملعب الشعباني واللاعبين ليردّوا الجميل ويصنعوا الفرح عبر التأهل إلى «الفِينال». الجمع بين الدفاع والهجوم لا اختلاف حول الأهمية البالغة للروح الإنتصارية التي تضعها الجماهير الترجية في صدارة الشروط المطلوبة لتخطي عقبة «الغِربان» الكونغولية. لكن «القرينتا» لا تكفي لإجتياز هذا الإمتحان العَسير ولابدّ من انتهاج خطّة فنية ناجعة ومرفوقة بتطبيق جيّد لتعليمات المدرب. وفي انتظار أن يُحدّد الشعباني خياراته النهائية في حصّة اليوم تؤكد المُعطيات الأولية أن رحلة الترجي لن تَقتصر على لعب الدفاع كما فعل «مازمبي» في رادس وإنّما سيعمل الفريق على المُراوحة بين تأمين المنطقة الخَلفية والقيام بالعمليات الهُجومية خاصّة أن النجاح في خطف هدف في «لوبومباشي» من شأنه أن «يَحرق» جميع أوراق الكونغوليين ويضع «المكشخين» في «الفِينال». خيارات ثابتة بمناسبة لقاء الغد في «لوبومباشي» يدرس الشعباني فكرة الإبقاء على نفس الخيارات البشرية التي كان قد اعتمدها أثناء لقاء الذهاب في رادس. ويعتقد مدرب الترجي أن التوجّهات الفنية في الشّطر الأوّل من الدور نصف النهائي مكّنت سفير الكرة التونسية من اللّعب بشكل مُتوازن (ولو أن عدّة مُلاحظين «يتّهمون» مدرب الترجي بالإفراط في الحذر). وفي انتظار ما سَتُسفر عنه الحصّة التدريبية المُنتظرة اليوم على أرضية «لوبومباشي» نشير إلى أن الشعباني على اقتناع تامّ بأن خطورة المُنافس المدعوم بجماهيره والمُتحصّن بميدانه تفرض تأثيث خط الوسط بالثلاثي «كوليبالي» و»كوم» والشعلالي تماما كما حصل في مباراة رادس (إلى حدود الربع ساعة الأخير عندما تمّ اقحام بقير والمُجازفة أكثر بلعب الهجوم). ومن الواضح أيضا أن الشعباني يُؤمن بأن الثنائي الذوادي وشمّام هما الأمثل والأفضل لقيادة الدفاع مع ترسيم المسكيني في الجهة اليمنى للنجاح في الواجبات الدفاعية والتي ستكون لها الأولوية المُطلقة في مواجهة الغد خاصّة في ظل دخول الترجي بأسبقية هدف لصفر. أمّا على صعيد الهجوم فإنه لا خيار عن البلايلي المُتألق في الفترة الحالية فضلا عن البدري الذي من المفروض أن يظهر غدا بمستوى أفضل مُقارنة بلقاء الذهاب عندما أقحمه الشعباني أثناء اللّعب لإفتقاره إلى الجاهزية بسبب الإصابة. ولا تنازل طبعا عن الخنيسي الذي يبقى المُهاجم رقم واحد حتى وإن لم يكن في أحسن حَالاته. هذه المُعطيات استقيناها إثر المرحلة الأولى من التحضيرات الترجية لمواجهة «لوبومباشي» ولاشك في أن الحصّة التدريبية المُرتقبة اليوم في الكونغو الديمقراطية ستُحدّد التوجهات النهائية للشعباني بمناسبة الصِّدام القوي أمام «مَازمبي» يوم غد بداية من الثانية بعد الزّوال بصافرة الجنوب - إفريقي «فيكتور غوميز». قافلة تضامنية اهتزّ الشعب التونسي بأكمله لفاجعة السبّالة من ولاية سيدي بوزيد وقد شَمل المدّ التضامني مع عائلات الضّحايا أهل الرياضة بوصفها من العناصر الفاعلة في الشأن العَام. ولم يَتخلّف أحباء الترجي بدورهم عن ركب المُشاركين في مؤازرة أهالينا في معتمدية السبالة وقد نظّم الأنصار أمس الأول قافلة تَضامنية الهدف منها تقديم الدعم المعنوي والمادي لأسر الهَالكين (معظمهم من العَاملات الفلاحيات). ولاشك في أن مِثل هذه المُبادرات الإنسانية ليست بالأمر الجديد لا على الترجي ولا على الرياضة التونسية التي كان أهلها قد تحرّكوا بقوة للتضامن مع المُتضرّرين من فيضانات نابل. قائمة لاعبي الترجي في رحلة الكونغو الديمقراطية بن شريفية - الجمل - الجريدي - الدربالي - المباركي - المسكيني - بن محمّد - الربيع - الذوادي - اليعقوبي - شمّام - كوليبالي - كوم - الشعلالي - بقير - الماجري - الرجايبي - لوكازا - البدري - البلايلي - الخنيسي – الجويني.