تونس (الشروق) لم تتضح بعدُ الرؤية القانونية النهائية حول ما ستؤول إليه الأمور داخل حزب نداء تونس بعد انقسامه إلى شقين في مؤتمره الأخير. في الأثناء، يحاول كل شقّ البحث عن الدعم السياسي من مختلف القوى الفاعلة. بعد انقسام حزب نداء تونس إلى شقين على ضوء مؤتمره الأخير، لم تتضح بعدُ التطورات المنتظرة من الناحية القانونية الرسمية حول الشق الذي سيكون الممثل القانوني والشرعي للحزب. في الأثناء يعمل كل شقّ على البحث عن الدعم السياسي والمساندة من أبرز القوى السياسية الفاعلة اليوم في البلاد. فقبل نحو أسبوعين، التقى حافظ قائد السبسي (شق المنستير) برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ومؤخرا التقى سفيان طوبال (شق الحمامات) برئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق الذي دخل بدوره في مفاوضات متقدمة مع «تحيا تونس» وحزب المبادرة. حافظ والنهضة لقاء حافظ قائد السبسي وراشد الغنوشي قبل نحو أسبوعين جاء بعد أزمة مؤتمر النداء واعتبره المتابعون سعيا من قائد السبسي الابن للتقارب مجددا من النهضة، احدى ابرز القوى السياسية الفاعلة في البلاد وصاحبة الحظوظ الوافرة لتحقيق نتائج محترمة في الانتخابات القادمة. ويأتي ذلك رغم ما حصل بين الطرفين من قطيعة دامت حوالي عام صعّد خلاله النداء (بقيادة حافظ قائد السبسي) اللهجة تجاه حليفه في الحكم منذ 2014 وأعلن القطيعة النهائية معه. وهو ما يعني حسب كثيرين أن حافظ قائد السبسي توجه نحو البحث مجددا عن «الاستقواء» بالنهضة وإعادة العلاقة بينهما إلى مجدها الذي عرفته من 2014 إلى منتصف 2018 وهي العلاقة التي شكلت أقوى تحالف سياسي في البلاد على امتداد أكثر من 3 سنوات وحصلت من ورائها استفادة متبادلة لكلا الطرفين. طوبال مرزوق والشاهد مطلع الاسبوع الماضي التقى سفيان طوبال برئيس مشروع تونس محسن مرزوق. واعتبر المراقبون أن اللقاء جاء أيضا في الإطار نفسه وهو بحث طوبال عن «دعم سياسي» لشقه (شق الحمامات) من أطراف سياسية قوية أبرزها تحيا تونس التي دخل معها محسن مرزوق دخل في مشاورات متقدمة شأنها شأن حزب المبادرة الذي يقوده كمال مرجان. وقد يلعب مرزوق في هذا الإطار دور «همزة وصل» بين هذين الطرفين وبين «نداء طوبال» من أجل تحالف سياسي وانتخابي قد يمثل دعما سياسيا هاما لشق طوبال. وفي السياق ذاته تحدثت بعض الاوساط عن وجود مبادرة بين المشروع وتحيا تونس من جهة، والمشروع ونداء تونس (شق الحمامات) والمشروع والمبادرة من جهة ثالثة (مع امكانية حصول مبادرات مماثلة في الايام القادمة) للمشاركة في الانتخابات التشريعية بقائمات ائتلافية خاصة في ظل ما أكّده الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق والأمين العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي من رغبة في توحيد «العائلة الوسطية»، ومن رغبة في التقدم الى الانتخابات الرئاسية بمرشح رئاسي وحيد، يتوقع البعض ان يكون يوسف. حظوظ على صعيد آخر، يرى البعض أن سفيان طوبال يبدو الاوفر حظا للحصول على الدعم السياسي الأكبر في ظل رغبة الطرفين البارزين الذين قد يدعمانه (تحيا تونس ومشروع تونس) في ابعاد منافسه حافظ قائد السبسي من النداء والتخطيط لاسترجاع «النداء التاريخي»، وهو ما يتدعم بما أكده مؤخرا محسن مرزوق حول مشروعية شق الحمامات. وفي السياق ذاته تبدو حظوظ حافظ قائد السبسي في الحُصول على دعم النهضة وفي الدّخول معها في تحالف سياسي قبل الانتخابات غير ثابتة خصوصا في ظل عدم وضوح موقف النهضة في هذا المجال مع تواصل الجدل حول العلاقة التي ستكون بينها وبين «تحيا تونس» وأيضا بعد اللقاء الذي جمع مؤخرا رئيس تحيا تونس يوسف الشاهد بزعيم النهضة راشد الغنوشي. لتبقى بذلك كل الاحتمالات واردة حول التطورات المستقبلية لعلاقة الطرفين وما سيمثله ذلك من تأثير على علاقة نداء حافظ قائد السبسي بالنهضة.