وسط ترقّب كبير يُتابع الجمهور الكبير للترجي الشوط الثاني من مُواجهة «مَازمبي» الكونغولي في نطاق الدّور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا. وتختلف طبعا مَشاعر «المكشخين» بين واثق من العُبور و»مُتخوّف» من هيجان «الغربان» «المُتسلحين» في لقاء اليوم بالجماهير وبميدان «لوبومباشي» الذي لم يتذوّق فيه الفريق الكونغولي غير الإنتصارات في النُسخة الحالية من رابطة الأبطال. أسبقية ترجية على الورق تبدو حظوظ الترجي وافرة ليعود من «لوبومباشي» بورقة المُرور إلى «الفينال». ومن المعروف أن فريق الشعباني سيدخل مباراة اليوم بأسبقية هدف ما يعني أن جلّ الفرضيات تُرجّح كفة سفير الكرة التونسية للعُبور إلى الدور النهائي لرابطة الأبطال. ويكفي إنهاء اللقاء «َطاولة» بالسّلب أوالإيجاب ليتواجد شيخ الأندية للمرّة الثامنة في النهائي القاري. كما أن الهزيمة بفارق هدف تمنح الفرح ل «المكشخين» شرط أن لا تكون هذه الخسارة بهدف نظيف لأن هذا السيناريو يُساوي التعادل في مجموع المُواجهتين ويُؤدي إلى الإعتماد على الركلات الترجيحية لحسم الترشّح. «أسلحة» قوية بالتوازي ما أفضلية الذهاب يملك الترجي الخِبرات اللازمة والمُؤهلات الفنية المطلوبة ليحقّق الأماني في «لوبومباشي» بالذّات. وكان الترجي قد فرض التعادل السلبي على «الغِربان» في ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال عام 2012. وقدّم شيخ الأندية في تلك المُواجهة أداءً دفاعيا مُتميّزا خاصّة بعد أن نجح معلول في تَعبئة وسط الميدان بكلّ العناصر المُتاحة (الراقد – التراوي – المولهي – العواضي). ولاشك في أن الترجي قادر على «استلهام» تلك التجربة التكتيكية الناجحة دون «استنساخها» بحكم أن العديد من الأمور تَغيّرت بين 2012 و2019. والثابت أنه لن يكون من الصّعب فرض التعادل من جديد على «مَازمبي» ولِمَ لا «ضربه» في عقر داره خاصّة أن الترجي يملك «أسلحة» قوية في الهجوم على غرار البلايلي صَانع الفوز في لقاء الذهاب وأيضا البدري الحَاسم في المُواجهات المُهمّة والذي يحتفظ بذكريات رائعة في الأراضي الكونغولية بعد أن كان قد سجّل مع المنتخب هدفا لا يقدّر بثمن على أرضية «كينشاسا» في تصفيات مُونديال 2018. هذا فضلا عن الخنيسي الذي قد «يَنتفض» في مُواجهة اليوم ويلعب دورا حاسما في العُبور تماما كما فعل في بعض التنقّلات القارية الصّعبة (على غرار ثُنائيته التاريخية أمام «صَن داونز» في جنوب إفريقيا). أهمية الكرات الثابتة هُناك وسيلة أخرى ناجعة بيد الترجي وهي الكرات الثابتة التي كان فريق الشعباني قد اكتسح بها قسنطينة في الدور ربع النهائي على أرض الجزائر (ثلاثة أهداف كاملة من كرات ثابتة). ومن المُتوقّع أن تكون المنطقة الخلفية بدورها في أفضل الحالات خاصة في ظل تواجد أصحاب الخبرة مثل الذوادي وشمّام الذي كان من الشاهدين على التعادل أمام «الغربان» في مواجهة 2012 مِثله مثل الدربالي وبن شريفية. أمّا بخصوص التأثيرات السلبية للأرضية الاصطناعية والعوامل المُناخية فإن الترجي تعوّد على الأجواء الإفريقية وله القدرة على مُجابهة أصعب الوضعيات. ولا خوف أيضا من الصّافرة التحكيمية في ظل السمعة الجيّدة للحكم الجنوب - إفريقي «فيكتور غوميز». توجّهات الشعباني رغم الانتقادات التي واجهها الشعباني بفعل خَياراته الفنية في مباراة الذهاب فإن مدرب الترجي يعتزم تكرار التوجّهات نفسها في الإياب. ومن غير المُستبعد أن يضع الشعباني ثقته في نفس الأقدام التي راهن عليها في رادس لتكون التشكيلة الترجية على النحو التالي: بن شريفية - الذوادي – شمّام – المسكيني – بن محمّد – كوليبالي - كوم – الشعلالي – البلايلي – البدري (أساسي بعد أن كان قد ظهر أثناء اللعب في لقاء الذهاب) – الخنيسي. ويملك مدرب الترجي أوراقا أخرى في الدفاع والهجوم وقد يعتمد هذه البدائل عند الضرورة كما هو شأن اليعقوبي والدربالي وبقير والجويني... تَعبئة جماهيرية يراهن «مَازمبي» كثيرا على جماهيره لدعم أبناء المدرب «بَامفيل ميهايو» في سبيل قلب الطاولة على الترجي المُنتصر بهدف لصفر في الذهاب. وقد قام الكونغوليون بشحن الأنصار ودعوتهم للحضور بأعداد قياسية. واتّسمت الخطابات المُستخدمة ب»الترغيب والترهيب» من قبيل الإشارة إلى أن اللقاء تنتظره إفريقيا بأسرها والتأكيد على أن أحباء «الغربان» لن يجدوا مكانا في مدرجات «لوبومباشي» ما لم يقتطعوا تذاكرهم منذ يوم أمس. خارج الخدمة تخلّف المدرب المساعد مجدي التراوي عن رحلة الكونغو الديمقراطية لأسباب قيل إنها صحية ويحتلّ الرجل مكانة مُهمّة في الإطار الفني لكن احتجابه لن يكون مُؤثّرا في ظل تواجد المدرب الأول معين الشعباني والخبير بالمتابعة والتقييم عثمان النجار وهو كما تعرفون صاحب الدبلوم الذي يستخدمه الفريق لتمكين معين من تسيير الجمعية بصفة عادية خاصّة أنه لم يتحصّل بعد على الدرجة الثالثة في التدريب.