عادل يوسف... كروان الاذاعة الوطنية... في رمضان من كل عام، له حضوره المتوهّج المتفرّد في وجدان كل الصائمين. رمضان 1963... انطلقت أولى سطور رحلة إذاعية متفرّدة مع «تحية الغروب» ...اشهر برنامج مباشر على موجات الإذاعة الوطنية على امتداد شهر رمضان ... رحلة امتدت حتى 2005 ليتوقف طيلة ثماني سنوات قبل العودة مجددا في 2013 لفترة قصيرة. لقد أعطى عادل يوسف بصوته الرخيم مسحة إبداعية وجمالية على «تحية الغروب» وحتى بعد أن تغيّر عنوانه الى «رمضان ملء قلوبنا»، وحافظ عادل يوسف على بصمته الخاصة والجليّة فيه... حتى موعد التقاعد القانوني. «تحية الغروب» كان عبارة عن حصة إذاعية متنوعة تجمع بين الوثيقة التاريخية والرأي الديني والموقف الهزلي المرح والخفيف. «تحية الغروب» فسحة متنوعة تصاحب ربّات البيوت أثناء فترة إعداد طعام الإفطار... وهو أيضا فسحة طربية أصيلة تكتب أحلى الأنغام والأناشيد الصوفية والابتهالات الدينية التي تتغنّى بفضائل شهر الصيام. «جينيريك» أو «اللحن المميّز» ل«تحية الغروب» له وقعه الخاص في النفوس... بل لعله الاشارة الى ربّات البيوت للشروع في إعداد الطعام. جمع عادل يوسف في «تحية الغروب» ثم بعد ذلك في «رمضان ملء قلوبنا» بين الوثيقة التاريخية والموعظة الدينية والموقف التمثيلي الهزلي الخفيف. محاضرات دينية للعلامة الخالد محمد الطاهر بن عاشور ونجله محمد الفاضل بن عاشور وعميد الأدب العربي طه حسين والأديب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة... أغنيات وابتهالات وأدعية وأحاديث نبوية شريفة ومواقف خالدة للصحابة وتلاوات للقرآن الكريم بصوت المقرئ الخالد علي البرّاق. لم يغفل عادل يوسف الترفيه والمرح في «تحية الغروب» من خلال فرقة الاذاعة التونسية للتمثيل التي قدمت روائع خالدة وراسخة في الذاكرة انطلاقا من «الحاج كلوف» وصولا الى «شناب» مرورا ب«برق الليل» أسماء لن ننساها والحنين يهزّنا إليها كل رمضان: صالح المهدي امحمّد الأكحل الزهرة فائزة عبد العزيز العرفاوي محمد الهادي عبد الوهاب المصمودي محمد بن علي جميلة العرابي أحمد التونسي عز الدين بريكة توفيق العبدلي المنجي يعيش الحبيب بلحارث محمد ممدوح حسن الخلصي احمد التونسي- جليلة برهان- رفيعة بالحوت -خديجة بن عرفة -كمال بن سلامة فاطمة البحري ... وغيرهم كثير من هذه الأسماء التي صاحبت الصائمين في مواعيد ومحطات درامية جمعت بين الهزل والطرافة والموعظة والجدية مع عادل يوسف بدرجة أولى. ان سر خلود هذا البرنامج الذي امست تتداول على تقديمه اسماء أخرى ان مؤسسه عادل يوسف كان يتحدث فيه الى المستمعين بتلقائية بعيدا عن الأقنعة، والتجديد الدائم مع حلول الشهر المعظم من كل سنة، مع الحرص على تقديم تسجيلات نادرة من مقرئي القران الكريم. محسن بن أحمد