..رمضان كل سنة...نلتقيه يوميا...بصوته الرخيم وسلاسة كلامه وتقديسه الكبير للغة الضاد. عادل يوسف...كروان الاذاعة الوطنية...في رمضان من كل عام له حضوره المتوهج في وجداننا.
صوت يصاحب الصائمين في فترة ما قبل الافطار من خلال برنامج «تحية الغروب» على موجات الاذاعة الوطنية...لبرنامج متنوع يجمع بين الوثيقة التاريخية والرأي الديني والموقف الهزلي الخفيف.. «تحية الغروب»... فسحة متنوعة تصاحب ربات البيوت أثناء فترة إعداد طعام الافطار... وهو أيضا فسحة طربية أصيلة تكتب أحلى الأنغام والأناشيد الدينية التي تتغنى بفضائل شهر الصيام.
«جينيريك» «تحية الغروب» له وقعه الخاص في النفوس... بل لعله الاشارة إلى ربات البيوت للشروع في إعداد الطعام..على امتداد أكثر من أربعين سنة كان عادل يوسف الأكسجين الذي لا غنى عنه في رمضان...إنه الحياة في أجل وأبهى مظاهرها...الصفاء...البهاء...النقاء... الحب الكبير...والسمو الروحي...أحببنا في عادل يوسف..أناقة صوته...وحرفيته...واحترامه للغة العربية...قراءة ونطقا وتعليقا... وفي صوت عادل يوسف هيبة...قوة...ورجولة...وفي صوته أيضا احترام كبير للمتلقي.
حتى...بعد أن تغير عنوان البرنامج ليصبح رمضان ملء قلوبنا...حافظ عادل يوسف على بصمته الخاصة والواضحة فيه...إلى أن جاء موعد التقاعد القانوني. رحلة إنطلقت سنة 1963 حتى سنة 2005 لتتواصل مع الجمهور العريض حرارة مشاعره التي مكنت صوته من أن يخترق القلوب ويأسر النفوس.. ...محطات ترفيهية عديدة عشناها مع عادل يوسف وبرنامجه الشهير«تحية الغروب» ضمن مغامرات الحاج كلوف إلى سلسلة «شناب» مرورا ب «برق الليل»...وأسماء خالدة لازالت في الذاكرة جسدت لنا هذه المواقف التمثيلية التي مازال الحنين يهزنا اليها صالح المهدي الزهرة فائزة محمد بن علي المنجي بن يعيش بلحسن العبدلي محمد الهادي الحبيب بلحارث عبد السلام البش عز الدين بريكة جميلة العرابي عبد العزيز العرفاوي محمد ممدوح فاطمة البحري رفيعة بلحوت وأسماء كثيرة أخرى صاحبت المتلقي التونسي في مواعيد ومحطات درامية جمعت بين الطرافة والجدية في «تحية الغروب» لعادل يوسف الصوت الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى.