تعيش مدينة باجة خلال شهر رمضان المعظم بما يتناسب مع اهداف الشهر الفضيل، شهر الصيام والقرآن والقيام،شهر التوبة والغفران، شهر التسامح والألفة والمحبة، شهر المودة والتعاون وفعل الخير... كما ان الجهة تشهد حراكا اجتماعيا واقتصاديا ملحوظا في شهر الحركة والبركة وتندمج داخل أجواء استثنائية ملؤها نكهة الماضي التليد وشهر المنتوج التقليدي لمخارق باجة التي فرضت نفسها جودة واتقانا ورواجا، وتسلطنت على موائد الصائمين بفضل نكهتها الشهية ومذاقها اللذيذ المحبذ بعد الافطار على امل تنشيط خلايا الجسد ومده باحتياجاته من السكريات التي تحرك الدماء وتنشط الاجساد. حلويات تقليدية ثبتت تواجدها بالجهة منذ قرون من الزمن لدى بعض العائلات ومنها عائلة المرساوي –الاخوين بشير والحاج عبد الرزاق المرساوي - المختصة في صناعة المخارق والزلابية بمحلها الكائن بالمدينة العتيقة والتي ابدعت في اتقان الصنعة وتفننت في تطويرها.. مهنة تأبى الانقراض.. ويقول السيد بشير المرساوي ل«الصباح» ان صنعة المخارق الباجية «مهنة تأبى الانقراض» في ظل محافظة بعض العائلات الباجية على العديد من العادات والتقاليد وخاصة منها موروثنا التقليدي «مخارق باجة» والتي توارثناها عن اجدادنا وبقيت على راس قائمة الحلويات الاكثر رواجا وبنة وعذوبة لانها بكل بساطة اميرة السهرات نظرا لشهرة هذه الحلويات التي ذاع صيتها داخل ارجاء الوطن وخارجه وعرفت انتشارا واسعا بعد ان حرص اسلافنا على توريثها للاجيال اب عن جد.. صناعة المخارق والزلابية مهنة متجذرة تربعت على عرش الحلاويات التقليدية الباجية منذ القدم،وتتمتع بمذاق لذيذ وشكل جميل ولا تخلو سهرة سمر من وجودها.. لتبقى مخارق باجة الافضل والاشهى مهما تعددت الالوان والاشكال والاحجام.. حلوياتنا تقليدية اصيلة لا مثيل لها من حيث الشكل او الذوق وقيمتها معنوية وتاريخية باعتبارها ارثا حضاريا يتطلب التمسك به والمحافظة عليه اتقانا وجودة ونظافة تماشيا وعراقة هذه الصناعة المفضلة لدى اغلب الشرائح العمرية.. بين الثبات في المهنة والجودة والإتقان اما الحاج عبد الرزاق المرساوي (من اقدم صانعي المخارق والزلابية) فقد حدد وصفة المواد الأولية لصنع حلويات المخارق ومنها الدقيق،السمن المعتق،الخميرة والبيض وعدد نوعيها (مخارق عادية وتصنع من السميد والطحين والزبدة والزيت) والمخارق الخاصة ويطلق عليها اسم «المعذبة» لأنها تحتاج إلى جهد كبير في التصنيع باعتبار مكوناتها الأولية المحددة كالسمن والعسل والبيض.. وأكد على رواج المنتوج المنتظم وارتفاع الإقبال عليه خاصة خلال الشهر الكريم اين ياتيه مريدوه من كافة أرجاء الجمهورية وحتى من الجزائر الشقيق... لتبقى «برمة الفخار» المملوؤة بالمخارق والزلابية افضل هدية خلال هذا الشهر الكريم... كثافة تدفع ببعض التجار الى تغيير انشطتهم والانصهار في صناعة الحلويات المذكورة والعمل على ترويجها بشتى الوسائل في ظل ذروة الطلبات.. لتبقى علامات تحديد الافضل رهينة الحرفية والجودة والاتقان والالمام بالجانب الصحي مع الثبات في المهنة والمحافظة على خصوصياتها من مواد اولية بهدف ارضاء الحريف ودعم ثقته نحو تامين الثقة المكتسبة.. صناعة مطلوبة فرصت نفسها وتصدرت الطلبات رغم ثراء الجهة بالمنتوجات الفلاحية المثلى في ظل كثرة خيراتها على غرار لحم الضأن والغلال المتنوعة ومشتقات الحليب من لبن وجبن وقوتة وسمن وعسل...