بَعد تأهل "السي .آس .آس" على حِساب القوافل سنتعرّف اليوم على فريقين آخرين من المُترشحين إلى المُربّع الذهبي لكأس تونس. في رادس، تبدو الفُرجة مضمونة بين الترجي والمنستير خاصّة في ظلّ التقاليد العَريقة للناديين في مُنافسات الكأس كما أن "الحِسابات القديمة" بينهما سَتُشعل بدورها هذه القمّة الواعدة. وقد اختارت الجامعة تَعيين صَافرة مصرية لقيادة هذه المُواجهة القويّة وذلك على أمل تفادي الاحتجاجات التي أصبحت تُميّز لقاءات الترجيين و"المِستيرية" آخرها تلك التي أدارها نضال لطيف. ونتمنّى طبعا أن يكون المصري أحمد الغندور في مُستوى التطلّعات لينصرف أبناء الشعباني والدريدي إلى صُنع اللّعب وإمتاع الجمهور إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا خاصّة أن اللّقاء سينطلق في "غرغور القَايلة" والناس صِيام. وهذه الظروف فَرضتها السلطات التي قالت "لا ولن ولم" تسمح بخوض المُباريات ليلا. الترجي وهو صَاحب الأرض والجمهور يدخل مباراة اليوم بهدف تكريس "العُقدة" وقَهر المنستير كما جَرت العَادة في السّنوات الأخيرة. ويريد فريق الشعباني مُواصلة الزحف بثبات نحو "الأميرة" التونسية التي تَبقى من الأهداف الأساسية في موسم يُخطّط فيه شيخ الأندية إلى حَصد الأخضر واليابس احتفاءً بالمائوية. وتَتضاعف رغبة "المكشخين" في العُبور إلى مربّع الذهب في ظلّ حاجة الجمعية إلى المُحافظة على ارتفاع المعنويات ونَقاوة الأجواء وهو ما يجعل أبناء الشعباني يستعدّون في ظروف عادية ل "الفِينال" القاري الكبير أمام الوداد. وقد أصبح هذا الموعد الثقيل على الأبواب لذلك فإن الترجي أمام حتمية كسب التحدي في المنافسات المحلية ليبلغ لقاء الوداد وهو في أفضل الحَالات الفنية والمَعنوية فضلا عن أهمية تفادي الإصابات التي من شأنها أن تُبعثر الحسابات. وبالحديث عن الحِسابات يعرف القاصي والداني أن الإتّحاد جاء إلى رادس رافعا شِعار التَحدي خاصّة بعد أن ترسّخ الإعتقاد في صفوف "المستيرية" بأن الوقت حان لإنهاء "الهيمنة" الترجية و"الثأر" لأنفسهم من الصّافرات التحكيمية التي يُعلّق عليها شقّ من الأنصار مُسلسل الإخفاقات أمام نادي "باب سويقة". وهُناك شبه إجماع في رباط المنستير بأن الفريق فَشل في مُواجهاته الأخيرة أمام الترجي بسبب شطحات الحكام والمُساعدين بداية بوسيم بن صالح وأسامة رزق الله وُصولا إلى نضال لطيف. ولاشك في أن تعيين حكم مصري لمباراة اليوم في رادس قد يُحفّز الاتّحاديين أكثر لتحقيق الفوز وتأكيد "نَظريتهم" القائلة بأن "حكّام الجريء" هَضموا فِعلا حُقوقهم. وبَعيدا عن هذه الحسابات و"الثَارات" نُريد التمتّع بطبق كروي يُشبع جُوع الصّائمين ولا يُفسد "عُشويتهم" كما حصل ذات أمسية رمضانية "ثقيلة" كان "بطلها" أيمن شندول على هَامش مباراة الكأس بين بن قردان والترجيين. في بوسالم، قدّم اتحاد المكان أعظم الدروس الكروية بعد أن بلغ هذه المرحلة المُتقدّمة من مُنافسات الكأس بصفر امكانات. لقد كسر بُوسالم الانهزامية وألغى الحُدود الوَهمية بين الرابطات ليجد نفسه في الدّور ربع النهائي وهو مكسب كبير وتاريخي لهذا الفريق الذي ظهر إلى الدنيا منذ العشرينيات. بوسالم (أوسُوق الخميس سَابقا) يُلاقي اليوم "الستيدة" وكلّه أمل في مُواصلة رحلة الإبداع والرقص مع "الكِبار" وهو حلم مشروع هذا طبعا ما لم يضع الملعب القابسي حدّا ل"ثَورة" الإتحاديين و"يَسرق" منهم وثيقة التأهل اعتمادا على خِبراتهم في الكأس التي أثبتت من جديد أنّها قادرة على توزيع الفرح ب"العَدل" من جندوبة القمح والشّعير إلى قابس الرّمان والتُمور. البرنامج: كأس تونس (الدفعة الثانية من الدّور ربع النهائي) (س14و30دق) في رادس: الترجي الرياضي - الإتّحاد المنستيري (الحكم المصري أحمد الغندور) في بوسالم: إتّحاد بوسالم - الملعب القابسي (الحكم محرز المالكي)