ما إن تقترب فترة الامتحانات حتى تُعْلَنَ حالة الطوارئ في المجتمع. وتبدأ أيام القلق والتوتر عند التلاميذ والتلميذات، والآباء والأمهات، والمدرسين والمدرسات لأن الجميع ينظر إليها باعتبارها فترةً عصيبةً تضطرب فيها الأنفس وتتوتر الأعصاب ويزداد القلق لما يترتب عنها من نجاح أو رسوب. والتلميذ الذي يعاني من قلق الامتحان، قد يصل به استلامه ورقة الامتحان إلى حالة من الرهبة والخوف والذعر والوسواس التي قد تؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية حتى وإن كان التلميذ مجتهداً وجيدا وممتازا. فامتحان الباكالوريا كان ولا يزال هاجس العائلة التونسية رغم التغيرات الحاصلة في النظام التعليمي التونسي الذي فقد مكانته التي كان عليها رغم أن مهمته الأساسية أصبحت تفريخ المزيد من العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات. ولذلك يسعى الجميع إلى تقديم النصيحة لمترشحي الباكالوريا وذلك بالتغلب على الخوف قبل الامتحان أو أثناءه, وتذكيره بأن التلاميذ الفاشلين هم-في الكثير من الأحيان ولا أقول دوما-الذين يعيشون أجواء الرعب وأيام التوتر ويخافون من شبح الامتحانات خوفا شديدا لأنهم مهملون في التحصيل منذ بداية العام الدراسي، ومقصرون في بذل أسباب الجد والاجتهاد. فعليه أن لا يخاف الخوف المبالغ فيه, وذلك بتجنب الإهمال وبالحرص على العناية بدروسه ومراجعتها أولاً بأول دون أن يؤجل عمل اليوم إلى الغد. وليتذكر التلميذ أن من جد وجد، ومن زرع حصد. وعلى العائلات التونسية أن تحرص على نجاح أبنائها في امتحان الباكالوريا دون السقوط في فخ المبالغة في الاهتمام بالمترشح واظهار القلق والتوتر لأن الشعور السلبي يتسرب مباشرة للمترشح وعوض أن يتشجع التلميذ لاجتياز الامتحان يصبح أكثر خوفا وقلقا وبالتالي يفقد قدرته على التركيز في الامتحان وبالتالي نتائجه تكون سلبية في أغلب الأحيان.