شهدت عدة مناطق جنوب ولاية الكاف تساقط كميات من البرد بما خلف أضرارا جسيمة للزياتين ومساحات متفاوتة من الحبوب والمشاتل والخضر الفصلية في معتمديات تاجروين بالسويهين وسيدي عمر وسراط ولنقار وقلعة سنان على الشريط الحدودي من مفترق سراط إلى المريج. الكاف «الشروق»: وشملت منطقة الناظور بالقلعة الخصبة ومنطقة سريانة بالجريصة والخراشفة بالقصور أين وصلت الأضرار إلى حدود 100 % وسط عمل متواصل للجان الفنية المختصة بالمعتمديات لتحديد حجم المساحات والأضرار . وما شد انتباه الفلاحين وأهالي الجهة مساء يوم الجمعة الفارط أثناء تساقط البرد هو ظهور سحب شكلها بدا غريبا ومحيرا، عبر عنها مختصون في علم الأرصاد الجوية ب «سحب الماماتوس» وهي واحدة من الظواهر الطبيعية النادرة، تحمل بداخلها كثيرا من الجمال والخطر في نفس الوقت. الفلاحون يتذمرون... محمد بالفالح بدا في حالة نفسية غير عادية بعد أن أتلف له حجر البرد الذي تساقط بالجهة نهاية الأسبوع المنقضي ما يزيد على 10 هكتارات من الشعير و02 هكتار قمح وضرب 150 عودا بين الزيتون والمشمش والتين واللوز وهي كلها مورد رزقه الذي يوفر منها قوت عائلته التي تتألف من 06 أفراد ويحصل منها حاجته لمادة العلف من شعير وتبن إضافة إلى استغلالها في الرعي خلال الفترة الصيفية، وما ضاعف من معاناته هو تضرر المزارع بالكامل بما لا يسمح باستغلالها مجددا باستثناء حراثتها وانتظار موسم جديد. وقد أبدى تخوفا كبيرا من السحب الغريبة التي خيمت على الجهة خلال يوم تساقط البرد، وإن أكد على أن سحب ماي تاريخية وقد أدت إلى إتلاف المحاصيل بالكامل في ستينات القرن الماضي وخلال سنة 2000 مع تساقطات جزئية خلال مواسم أخرى إلا أن رداءة الأحوال الجوية هذه الأيام تنبئ بالخطر وفق تقديره. من جهته أضاف صالح الخرشفي أنه ينتظر المنتوج مثل غيره من الفلاحين خلال هذا الموسم على أحر من الجمر لتسديد ديونه لدى الجمعية التي مكنته من قرض موسمي إلا أن سحابة غريبة عصفت بأحلامه وأتلفت صابة الشعير بالكامل بجهة القصور بعد أن تكبد مصاريف باهظة في الحراثة واقتناء مادة الشعير المعدة للزراعة والأسمدة مثل الفسفاط بخمسين دينار و(د. أ . ب) بسبعين دينار ثم الأمونيتر بخمسين دينار للقنطار الواحد والدواء واليد العاملة وهي كلها تدخل في تداين الفلاح وسط صمت كامل من الجهات المعنية لتقديم التعويضات اللازمة لجبر الأضرار. مندوب الفلاحة يطمئن وحسب ما أكده الشادلي الغزواني المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية فإن لجنة فنية من المصالح الفلاحية واتحاد الفلاحين تحولت لمعاينة الأضرار مع مطالبة الفلاحين بتسجيل المساحات والمزروعات المتضررة بخلايا الإرشاد الفلاحي لعرضها على لجان مختصة والبحث في إمكانية تعويضهم على الأضرار، كما طمأن الفلاحين على أن الاستعدادات لموسم الحصاد جارية بالتواصل بين كل الأطراف مثل الحماية المدنية والتجهيز وديوان الحبوب وشركات التجميع تحت إشراف والي الجهة منور الورتاني وذلك لتأمين الصابة ونقلها في أيسر الظروف وسط تقديرات بتسجيل صابة قياسية في الموسم الحالي تناهز 04 مليون طن علما وأن المساحات الجملية للزراعات الكبرى تقدر ب195 ألف هكتار منها 130 ألف هكتار شعير سيما أن الكاف هي الأولى وطنيا في إنتاج الشعير. أين صندوق الجوائح؟ منير العبيدي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بالكاف بين أن السحب الرعدية المصحوبة بتساقط البرد تشكل خطورة وتهدد الصابة كل سنة وقد بدأت في مداهمة مزارع الحبوب والزيتون في منطقة بوجابر بقلعة سنان ليلة الجمعة 3 ماي الجاري وتراوحت الأضرار بين 20 و90 % بالهكتار الواحد كما تسبب تساقط البرد نهاية الأسبوع المنقضي في تضرر حوالي 20 ألف هكتار، ورغم عقد جلسة وزارية واجتماع لجنة 5 زائد 5 لتفعيل صندوق الجوائح الطبيعية الذي كان من المفترض أن يتم يوم 14 أفريل 2019 وتمتيع الفلاحين المتضررين في المواسم السابقة من التعويضات قبل موفى صائفة 2019 إلا أن الحال لا يزال على ما هو عليه، بما زاد في حيرة الفلاح ومدى استمراريته في طرق الإنتاج وذلك أمام التهديدات التي يتعرض إليها على مختلف المستويات . حملة تحت شعار «خليلي قمحي خليلي شعيري...» وأمام هذه الصعوبات التي يعاني منها الفلاح بولاية الكاف وعدم إيلاء القطاع الحظوة اللازمة وتفعيل صندوق الجوائح الطبيعية وتمكين الفلاحين من تأمين المساحات المزروعة بما يتماشى ومقدرة الفلاح، فقد علمت «الشروق» أن مجموعة من نشطاء المجتمع المدني والفلاحين بصدد الإعداد لحملة تندد برفع الإنتاج دون التفكير في استغلاله بالجهة بما يتطلب منوالا تنمويا حقيقيا يقوم على تثمين موارد الجهة وتوفير شبكة من المطاحن والمصانع بعد أن استقطبتها جهات أخرى وسط تكريس للفوارق الجهوية وخرق لمبدا التمييز الإيجابي الذي ينص عليه الدستور.