بعد فوات الأوان تفطن فلاحو جنوب ولاية الكاف والجهات المعنية إلى تضرر حوالي 4000 هكتار من الحبوب بسبب انتشار «الدودة البيضاء» وهو ما يستوجب حلولا عاجلة وأخرى آجلة للحد من الخسائر التي تتهدد الصابة. الكاف الشروق: محمد العبيدي (مهندس فلاحي مختص في الغطاء النباتي) قال ان الدودة البيضاء تهاجم النبتة من العمق أثناء تساقط الأمطار أو في المناطق الرطبة إلى أن تؤدي إلى ذبولها واضمحلالها بالكامل على مدى 48 ساعة للمتر المربع الواحد وهي حشرة خطيرة تهاجم مختلف النباتات وأهمها الحبوب. يتراوح طولها بين 1 و 1.7 صم ويصل عمرها إلى 3 أعوام , وتحول الأراضي الخصبة التي تعرف بكثافة الإنبات إلى مساحات خالية من الغطاء النباتي , ويمكن التصدي لها عبر مراحل تتطلب 6 سنوات من العمل وذلك بحكم بحثها عن الرطوبة داخل التربة على عمق يتجاوز 5 أمتار. الهادي المعروفي ( فلاح ) بين أن الظروف المناخية وطرق الإنتاج تغيرت ، حتى أن الفلاح لم يعد قادرا بمفرده على مواكبة الأمراض الجديدة بعد أن كان يحقق صابة جيدة أثناء الموسم الذي يعرف بتساقط الأمطار أو « العام المطار » باستعمال الأسمدة الطبيعية ,لكن مع تنوع وتعدد استعمال الأسمدة والأدوية فإن الترب لم تعد خصبة كما كانت مما جعل الفلاح يبقى عاجزا عن مواجهة الوضع الصعب , فجل الفلاحين بالشريط الحدودي هجروا أراضيهم جراء عدم توفر مخزون يفي بحاجتهم ، ومع ارتفاع الكلفة ومصاريف كراء الأرض وحراثتها ومداواتها فإن الفلاح وجد نفسه غير قادر على الإنتاج. وما ضاعف من المعاناة هو عدم توفر مادة الأمونيتر حاليا وارتفاع ثمن الأسمدة وغياب الدعم بما يتماشى وحجم المصاريف التي يتكبدها الفلاح. وأمام كل هذه الصعوبات فإن الأمراض المستجدة لا يمكن التفطن إليها إلا بعد أن تضر بالمحاصيل ، فكان بالإمكان تدخل المصالح المعنية بالقطاع الفلاحي ,و إرشاد الفلاح من أجل التصدي المبكر «للدودة البيضاء «حتى لا تحول كميات الأمطار التي انتظرناها كثيرا أكثر من 3 سنوات من نعمة إلى نقمة ، والحد من مختلف أشكال الحيرة التي تنتاب الفلاح في السنوات الممطرة وغيرها ليبقى الحل الوحيد أمامه هو العزوف على الإنتاج حتى لا تتدهور وضعيته الاجتماعية أكثر,ويتدهور معها الأمن الغذائي بما يكلف المجموعة الوطنية خسائر بالمليارات لتوريد منتوجات لسنا في حاجة إليها لولا غياب الإرشاد وتراجع طرق الإنتاج وتدهور الإنتاجية. والمطلوب في الوقت الحالي من وزارة الفلاحة هو تعويض الفلاحين من هذه الآفة وتسجيل المساحات المتضررة باعتبارها مناطق مجاحة مع توفير الأدوية اللازمة والتصدي لها قبل انطلاق الموسم القادم. التشخيص ضروري من جهته تحدث منير العبيدي (الاتحاد الجهوي للفلاحين) عن المصاعب التي تعترض الفلاح ولا سيما الأمراض المفاجئة التي تقضي على المنتوج ، وقد تم حث الجهات المعنية على معاينة مختلف المساحات المتضررة بالكاف الغربية وساقية سيدي يوسف و تاجروين و تسجيل قائمة في أسماء الفلاحين المتضررين ليتم عرضها على وزير الفلاحة أثناء الجلسة التي سيشرف عليها بالوزارة المعنية بعد اطلاعه يوم السبت 8 مارس الجاري على بعض مشاغل القطاع . وأضاف أن حجم الخسائر سيكون فادحا بعد أن تفاءل فلاحو الجهة بموسم إيجابي ، و أمام الصعوبات في مواجهة الدودة البيضاء و ارتفاع كلفة الدواء التي تفوق حجم الإنتاج و تصل إلى أكثر من 900 دينار للهكتار الواحد فإن حلول القضاء عليها تبقى تدريجية وذلك بتوفير اعتمادات إضافية لمساعدة فلاحي الجهة و الحد من مخاطرها. ودعا الفلاحين الذين تضررت أراضيهم الى التقدم إلى خلايا الإرشاد لمعاينة الضيعات حالة بحالة من قبل فنيين وإحالتها إلى اللجنة الوطنية لمحاولة تلافيها لاحقا. الدودة البيضاء محلية وحول الأطروحات التي يقول أصحابها بأن «الدودة البيضاء» قادمة من الجزائر بين المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالكاف الشادلي الغزواني أنها ضربت منذ 6 سنوات في جهة بنزرت ولا علاقة لها بالقطر الجزائري وتبقى طرق القضاء عليها والتصدي لها صعبة بعض الشيء لما تتطلبه من التداول الزراعي والحراثة العميقة وفق طرق علمية في خدمة الأرض. وسنعمل على تكثيف طرق الإرشاد والتوجيه ومداواة البذور الممتازة ضد الدودة مع مداواة الأرض 3 مرات متتالية ومكافحة الأعشاب الطفيلية. وبخصوص الأضرار قال إن فريقا من وزارة الفلاحة والمعهد الوطني للزراعات الكبرى قام بزيارة ميدانية إلى بعض المساحات من القمح اللين والصلب والشعير والقصيبة و«التريتيكال» وسيتم حصرها موفى شهر أفريل بما يناهز 4000 هكتار ,وإحالة ملف الفلاحين المتضررين إلى وزارة الإشراف والبحث في إمكانية توفير الدعم اللازم قبل بداية موسم البذر القادم مع الشروع في الحراثة بعد الحصاد مباشرة.