ذكرت صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية، أن بريطانيا ودولا غربية أخرى تبحث عن زعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي في ليبيا بعد ورود أنباء عن احتمال انتقاله إليها. لندن (وكالات) وحسب الصحيفة، فإن قوات التحالف الدولي فقدت أثر البغدادي في الأسابيع الأخيرة من «خلافته» في سوريا في فيفري الماضي، عندما فر من بلدة الباغوز شرقي البلاد بعد محاولة اغتياله من قبل مقاتلين أجانب مقربين من دائرته الخاصة. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري بريطاني قوله إن «المعلومات الاستخباراتية عن مكان وجود البغدادي جاءت من مصدر موثوق لكن يجب التحقق منها». وحسب الصحيفة، فإن هذه المعلومات الاستخباراتية وردت بعد أسبوعين من اضطرار القوات الجوية الملكية البريطانية لإجلاء وحدة تابعة للقوات الجوية الخاصة من ذلك البلد على خلفية التقدم السريع الذي حققته قوات المشير خليفة حفتر على الأرض هناك. وأشارت الصحيفة إلى أن سلاح الجو البريطاني عاد الآن إلى السماء الليبية، وتنفذ المقاتلات البريطانية، بمشاركة طائرات حربية إيطالية وأمريكية، طلعات جوية على مدار الساعة بحثا عن «أي ب ب» وهو الكود الرمزي لتحديد البغدادي كهدف. ووفقا للصحيفة، فإن طائرات نفاثة تقلع من قاعدة وادنغتون الجوية في لينكولنشاير شرقي إنجلترا، لغرض جمع الإشارات والمعلومات عن الأفراد والجماعات الذين قد يكونون من داعمي البغدادي. وذكرت الصحيفة أن أحدث عملية من هذا النوع نفذت في الأجواء الليبية ليلة السبت الماضي، تزامنا مع عمليات مماثلة أخرى، حيث أكد ضباط في المخابرات العسكرية البريطانية أن مأوى البغدادي قد يكون لدى أي من فروع تنظيمه الإرهابي السبعة في شمال إفريقيا. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى: «لا يمكنه (البغدادي) التحرك بحرية وأينما كان أتوقع أن يفعل ما بوسعه لتجنب لفت الأنظار إلى نفسه، لكن لدينا الكثير من الأساليب لتحديد مكانه أو فريقه، وسيرتكبون خطأ عاجلا أو آجلا». يذكر أن البغدادي أصدر تسجيل فيديو له نهاية الشهر الماضي، واستنبط بعض الخبراء منه أن زعيم «داعش» لا يزال موجودا في المناطق الصحراوية على الحدود السورية العراقية. واستغل تنظيم «داعش» الارهابي مؤخرا انشغال القوات المسلحة في ليبيا بحرب طرابلس، وبدأ بتجميع صفوفه، وتوجيه ضرباته الإرهابية المتتالية إلى قلب الجنوب ومحاولة الدخول إلى العاصمة، ما أثار مخاوف من عودته ثانية، وتغوله في البلاد للثأر من أتباعه بعد طرد فلوله منها. وعلى مدى العامين الماضيين، ظل التنظيم الذي لم تغادر عناصره التخوم الجبلية للبلاد، يناور بعمليات خاطفة، قبل أن يلوذ بالهروب إلى حيث أتى، تاركاً وراءه قتلى ومصابين، وبيوتا نهبها وأضرم النيران في جنباتها. وفور استهداف عناصر التنظيم لمركز تدريب تابع للجيش الوطني شمال شرقي مدينة سبها (جنوب) في الرابع من ماي الحالي، حمّل فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق»، المشير خليفة حفتر، القائد العام لالجيش الوطني «المسؤولية المباشرة» عن عودة «داعش» لنشاطه الإرهابي. وفي المقابل، اتهم اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني، السراج باحتواء «الإرهابيين والميليشيات المسلحة».