فقيه مالكي وصوفي شاذلي الطريقة، بل أحد أركان الطريقة الطريقة الشاذلية الصوفية،ولد في 658 ه / 1260م الملقب ب «تاج العارفين» ...و هو تاج الدين ، ومنبع أسرار الواصلين، أبو الفضل، سيدي «أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله، الجذامي نسبا، المالكي مذهبا، الإسكندري دارا، القرافي مزارا، الصوفي حقيقة، الشاذلي طريقة، أعجوبة زمانه، ونخبة عصره وأوانه، الجامع لأنواع العلوم من تفسير، وحديث، وفقه، وتصوف، ونحو، وأصول، وغير ذلك». وكان ابن عطاء الله السكندري، «فقيها عالما ينكر على الصوفية، ثم جذبته العناية إلى اتباع طريقتهم الرضية، فصحب شيخ الشيوخ أبا العبّاس المرسي، وانتفع به، وفُتِحَ له على يديه بعد أن كان من المنكرين عليه، وسيرته معه». وحضر وهو شابا دروسا لابي الحسن الشاذلي وخليفته أبو العباس المرسي. وقد «أكبّ ابن عطاء الله على طلب العلوم الدينية من تفسير وحديث وفقه وأصول على الشيخ ناصر الدين بن المنير (ت683ه-1284م)، كما تلقى علم الكلام والفلسفة على الشيخ شمس الدين الأصفهاني (ت683ه-1284م)، كذلك برع في علوم اللغة من نحو وبيان، ولما شبّ سار على النهج المعارض للتصوف، فأنكر على أبي العباس المرسي تصوفه، وكان يناقش الصوفية ويعارضهم». وقد جرت بينه وبين أصحاب أبو العباس المرسي قبل صحبته إياه مقاولة، يحكي ذلك في «لطائف المنن»، فيقول: «وكنت أنا لأمره- يعني أبو العباس المرسي- من المنكرين، وعليه من المعترضين، لا لشيء سمعته منه ولا لشيء صحّ نقله حتى جرت بيني مقاولة وبين أصحابه، وذلك قبل صحبتي إياه، وقلت لذلك الرجل: «ليس إلا العلم الظاهر»؛ وهؤلاء القوم يدّعون أمورا عظيمة وظاهر الشرع يأباها...، وكان سبب اجتماعي به أن قلت في نفسي بعد أن جرت المخاصمة بيني وبين ذلك الرجل: «دعني أذهب أنظر إلى هذا الرجل فصاحب الحق له أمارات لا يخفى شأنه، فأتيت إلى مجلسه، فوجدته يتكلم في الأنفاس التي أمر الشارع بها، فقال الأول إسلام، والثاني إيمان، والثالث إحسان. وإن شئت قلت الأول شريعة، والثاني حقيقة، والثالث تحقق...، قال: «وعلمت أن الرجل إنما يغترف من فيض بحر إلهي، ومدد رباني، فأذهب الله ما كان عندي...، وصار رحمه الله تعالى من خواص أصحابه، ولازمه اثني عشر عاما حتى أشرقت أنواره عليه وفُتِح له على يديه ثم استقر في الأزهر يدرّس الفقه والتصوف».