تعد « ما ثناها» واحدة من الروائع الفنية التي صنعت مجد فتحية خيري وجعلت منها أحد الأصوات الاستثنائية في المدونة الموسيقية التونسية ... هذه الاغنية التي صاغها الشاعر الكبير عبد الرزاق كرباكة قبل ان يحيلها الى الملحن سيد شطا طالبا منه تلحينها لفتحية خيري، طلب لم يرفضه سيد شطا رغم الظروف النفسية التي كان يعيشها في تلك الفترة جراء مرض زوجته. وَفَتَاهَا - لَمْ يُسَاكِنْ قَلْبَهُ حُبٌ سِوَاهَا يَا مُرادِي - أَنْتِ يَا سَلْوَى فُؤَادِي يَا سُهَادي وَاصِلِينِي وَدَعِي هَزَّةَ الحُبِّ تُغَذِّي وَلَعِي أِرْجِعِي - تَرْجَعُ الرُّوحُ إِلى المَحْيَا مَعِي وَافْزَعِي - قَبْلَ أَنْ يُسْرِعَ نَحْوِي مَصْرَعِي يَا عَسُوفْ – كُونِي بِاللَّهِ رَؤُوفْ فَالظُّرُوفْ قَدْ أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَأَتَى الحُبْ عَلى مُجْتَمَعِي فِي اللَّيَالِي - كُلُّ قَلْبٍ غَيْْرَ قَلْبِي بَاتَ خَالِي وَخَيَالِي - سَاكِنًا يَرْعَى يَا نَبْعَ الجَمَالِ يَا قَمَرْ - يَا عَذِيرِي فِيَ السَّهَرْ إِنْ جَفَى حُبِّي غَزَالُ المَرْبَعِ وَتَوَلَّى سَاخِرًا مِنْ أَدْمُعِي البَقَاء - إِنْ تَجُودِي يَا حَيَاتِي بِاللِّقَاء وَالشَّقَاء - أَنْ يَدُومَ القُرْبُ مِنِّي مُتَّقَى يَا مُنَايَ - زِيدِي في شَجْوَى هَوَايَا وَبَلاَيَا عَلَّ لَيْلاَيَا تَعِي إِنَّنِي فِي حُبِّهَا لأَدَّعِي وعبدالرزاق كرباكة شاعر أرستقراطي مجيد حسن الهندام، بديع الإشارة ذكي إلى أبعد حدود الذكاء صاحب دم متدفق وببدنه خصب محقق ويبتسم ابتسامة عريضة عندما تحط من سنه وتنقص من عمره. هو شاعر يغار على شعره ولا يريد مكافأة عليه. نشأ يتيما فصقل اليتم قريحته وأرهف حاشيته واختلف صغيرا على دروس المدرسة القرآنية والمدرسة الصادقية وعلى حلقات جامع الزيتونة المعمور، اشتغل في إدارة المدينة وبالحجرة التجارية غير أن رغبته في التحرّر من المسؤوليات جعلته يحيى حياة بوهيمية حياته الغرامية مليئة بالمغامرات يحدثك عن فصولها من دون تحرج ويشرحها لك من دون إغفال شاردة أو نسيان واردة، وكيف يستطيع ذلك وله ديوان شاهد بذلك ناطق بقوة ذلك الحب وهل يتاح له ذلك وفي الأغنيات التي راجت منذ خمسة عشر حولا أكبر شاهد على غرامه العنيف الجامح. وقد أبدل حبه الغانيات ولعا بالكتب النفيسة فجمعها، ثم أعلن عن بيع بعضها لأنه شديد التحول في غرامه يحرق اليوم معبودته بالأمس. كتب الكثير من أغاني فتحية خيري وغيرها وهي أغنيات جعلته خالدا في الذاكرة الأدبية والفنية التونسية . يتبع