«الشروق» مكتب الساحل عبد الرحمان العيادي، نور الدين الباجي، عدنان الشواشي، شكري عمر الحناشي ورحاب الصغير أسماء صنعت ولا تزال الزمن الجميل للأغنية التونسية وقيم ثابتة في هذا المجال واجتماعهم في فرقة واحدة يعتبر مكسبا آخر في حد ذاته ولا ينتج في كل حالاته غير الإبداع. وهذا ما أكّده هذا الرباعي في سهرة افتتاح تظاهرة «ليالي رمضان بسوسة» في دورتها الثالثة مساء الجمعة 17 ماي 2019 بقصر الرباط بسوسة بمساهمة «فرقة الوطن العربي للموسيقى» التي تكونت من 13 عازفا من نخبة الموسيقيين التونسيين أمام جماهير غفيرة عكست تعطشها لسماع هذا الجيل المتميز من الفنانين التونسين وسط تنظيم محكم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة على رأسها الشاذلي العزابو والذي كان يتابع بدقة مجريات الحفل ومشرفا على مختلف مكونات العملية التنظيمية طوال السهرة. وانطلق الحفل بمعزوفة برتبة تعبيرة من أعماق مشاعر المايسترو عبد الرحمان العيادي وهي من ألحانه وتوزيعه -بعنوان «الغياب»- وقد أكّدت أنه مازال حاضرا وبقوة، ورغم الصعوبات التقنية التي صاحبت بداية الحفل والوضعية الصحية غير المناسبة فإن المطرب عدنان الشواشي كان وفيا لحضوره المتميز من خلال أدائه لأغنيتين من إنتاجاته ومقطع من أغنية أم كلثوم»أروح لمين» اعتذر بعدها للجمهور وغادر الركح، تلته صاحبة الصوت «الرهيب» المطربة رحاب الصغير والتي إلى جانب بعض الأغاني المعروفة أدت باقتدار أغنية جديدة بعنوان «طموحي» من تأليف منور صمادح وتلحين عبد الرحمان العيادي. كما أدى شكري عمر الحناشي بدوره أغنية جديدة بعنوان «قرطاج» تأليف الشاعر الإماراتي محمد عبد الله وألحان عبد الرحمان العيادي إلى جانب أغان أخرى أكّد فيها بدوره قيمته الصوتية ومكانته الفنية، واختتم المطرب نور الدين الباجي الحفل بروائع من بعض الأغاني الخالدة رسخت أنه من الأصوات النادرة التي تبدع في أداء كل النوعيات الموسيقية كما أدى بعض الأناشيد الصوفية زادت في نشوة الحاضرين وتفاعلاتهم الإيجابية والذين ظلوا محافظين على مقاعدهم إلى آخر السهرة. ووصف عبد الرحمان العيادي في لقاء ب «الشروق» الجمهور الحاضر بأنه «جمهور ذهبي لحسن متابعته وإنصاته لما قُدّم من أغان في مختلف النوعيات من قبل أصوات برتبة ذاكرة وطنية إبداعية أرجعته فعلا إلى الزمن الجميل وشكّلت عملية تنظيف للآذان مما علق بها مما يؤدونه أشباه الفنانين والذين احتل العديد منهم بسبب أو بآخر أماكن هؤلاء العمالقة والذين تنطبق عليهم مقولة «الكبير يبقى كبيرا» مهما تعملق الأقزام.