الشروق ( مكتب القيروان) محمد النخلي القصراوي القيرواني أحد أهم أعلام مدينة القيروان. ولد بحومة الجامع نهج الخضراوين زنقة الشيخ بوهاها . ويروى ان عائلته من القدماء النازحين من بلدة تعرف بقصر النخيل جنوبمكةالمكرمة. ذكر في سيرته الذاتية أن أول شرارة له في الكتابة مقاله في التنديد على تطاول الأجانب على المقدسات بالقيروان. قضى حياته في تونس تلقى تعليمه الأولي بكُتّاب مدينته، فحفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية واللغوية على علماء القيروان، ثم التحق بجامع الزيتونة فنال شهادة التطويع في 1890.ثم رُقّي إلى مدرس من الطبقة الثانية ثم إلى مدرس رسمي بعد نجاحه في مناظرة للتدريس من الطبقة الأولى ثم عمل مدرسًا للأدب العربي في معهد الخلدونية. كان عضوًا في لجنة تنظيم الكتب بجامع الزيتونة ثم أصبح عضوًا في مجلس إصلاح التعليم بالمدرسة الصادقية ، كما عُيّن عضوًا في الجمعية. الزيتونية التي أنشئت للدفاع عن مصالح المدرسين والطلاب بجامع الزيتونة. المعلم أخذ عليه العلم وتتلمذ على يديه عديد العلماء من أشهرهم : الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد الطاهر بن عاشور وهما من روّاد النهضة الفكرية والإصلاحية بالجزائر وتونس في العصر الحديث كما يعتبران من أبرز أتباع مدرسة الإمام محمد عبده والعاملين على نشرها . أمّا فيما يخصّ الاصلاح الديني فقد دعا الشيخ النخلي، ، إلى تطهير العقيدة الاسلامية ممّا علق بها من رواسب الخرافات والأوهام، وما اختلط بها من باطل مناف لروح التوحيد الخالص، كالاعتقاد في الأولياء الصالحين وتقديس أضرحتهم وزواياهم، كما دعا إلى تحرير الفكر الاسلامي من قيود التقليد والجمود والتحجّر ونادى بإعمال العقل لفهم النصوص الدينيّة فهما جيّدا وتأويلها تأويلا صحيحا،. المحنة واستغلّ بعض العلماء المحافظين قضية «المسخ» التي أثارها عدد من طلبته، لشنّ حملة صحفية شعواء على الشيخ النخلي، لأنّه أكّد في أحد دروسه عرضا، اعتمادا على رأي أحد المحدّثين الكبار - وهو مجاهد - أنّ المسخ الذي ورد ذكره في القرآن في قوله تعالى (قلنا لهم كونوا قردة خاسئين)، ليس المقصود به مسخ الانسان إلى قرد، وإنما هو مسخ الأخلاق والملكات، تمسخ أي تتغيّر من فاضلة إلى رذيلة. فثارت ثائرة شيوخ الزيتونة الذين اعتبروا أنّ الاعتقاد في مسخ الصور ركن أساس من أركان الدين وتهجّموا على النخلي ورموه بالضلالة وطعنوا في عقيدته. لكنّه لم يضعف ولم يستكن، بل ظلّ متمسّكا بآرائه الاصلاحيّة ومواقفه الرائدة. وقد شدّ إزره في محنته نخبة من تلاميذه النجباء أمثال محمد الطاهر ابن عاشور ومحمد البشير النيفر وشقيقه إبراهيم النيفر وصالح السويسي . توفي الشيخ الجليل محمد النخلي بتونس في رجب 1342ه وكانت جنازته مشهودة وحمل جثمانه إلى القيروان ودفن بالجناح الأخضر ورثاه بعض طلبته بقصائد شعرية مؤثرة.