في السنوات القليلة الماضية اشتهرت الجهة بتربية الخيول البربرية والعربية البربرية وكان الفلاحون يتنافسون على كسب هذه السلالات لما لها من خصال جيدة في ميدان الفروسية. الكاف «الشروق»: كان الفرسان يستعرضون مهاراتهم في الاحتفالات سواء كان عرسا أو «زردة» أو مهرجانا. وكان من الصعب التفريط في فرس خاصة إذا كان يمتاز بالجمالية والقوة, لكن اليوم تراجع عدد الخيول إلى الثلث تقريبا بل وصل الأمر إلى التفريط فيها إلى الدول المجاورة عن طريق التهريب. محمد العوادي رئيس جمعية الفروسية بتاجروين ذكر أنه خلال القرن الماضي كانت تنظم أيام للفروسية كل سنة بالتناوب بين معتمديتي تاجروين وقلعة سنان، وفي سنة 1980 تقدم بمشروع بعث مهرجان ثقافي مع عدد من أبناء الجهة وكان القصد من هذا لم شمل الفرسان والتشجيع على تربية الخيول للمحافظة على السلالات والعادات والتقاليد. وتنافس المربون على تربية أحسن الخيول البربرية وهذا ما نتج عنه حصول الجهة على كأس تونس في الفروسية بقيادة كل من التيجاني العوادي والشيخ سعد وصالح بلكحلة والشيخ يونس وعمار بن سعد ولمين العوادي وغيرهم. ويضيف هذا الأخير أن تربية الخيول ليست كبقية الحيوانات الأخرى فهي صعبة وليست في متناول الجميع. غياب الحوافز سامي الزغلامي شاب مولع بتربية الخيول يقول: إن تربية هذه الحيوانات فن وليست في متناول أي أحد فالخيل عالم فسيح ومغر إلا أنه مكلف جدا في غياب تشجيعات الدولة وعدم وجود حوافز ومنح مادية محترمة وهو ما جعل المربين غير قادرين على تأمين تكاليف تربيتها. ويصل عدد الخيول حاليا في جنوب ولاية الكاف إلى ما بين 75 و85 (اختصاص فروسية تقليدية وسباقات ومناظرة الجمال) والمربين إلى حوالي 50. ويواصل الزغلامي حديثه مستعرضا أهم الصعوبات التي حالت دون ازدهار وتقدم تربية الخيول فذكر أن الفرسان لا يتم تذكرهم سوى في التظاهرات الثقافية والمهرجانات ويقدمون لهم منحا زهيدة لا تكاد تذكر. وفي ما يخص السباقات فبعد أن كانت التصفيات تقام في الجهة أصبحت تجرى في المنستير والمكناسي لعدم وجود مضمار في الجهة لمثل هذه المسابقات مما كبد المربين خسائر مادية أكبر لضعف المنح المقدمة وخاصة منحة التنقل وكذلك تأخر صرفها إذ يمكن أن تصل إلى سنتين فأكثر وفي مركز السباق عديد المتاعب يتعرض لها المربي ابتداء من إقامة الخيول وتتالي المسابقات في وقت قصير مما يؤثر سلبا على مردود الجواد نتيجة الإرهاق وفي أغلب الأحيان يصاب بالعرج على مستوى الأوتار. وفي مناظرة جمال المهاري هناك مناظرتان الأولى التي أعمارهم ما بين 2 و4 سنوات والثانية لما فوق 5 سنوات أما الجوائز فتقدر قيمتها ما بين 100 و120 دينارا للنوع الأول وبين 100 و250 دينارا للنوع الثاني وهذا لا يكفي علف شهر واحد. من جهته قال محمد الشارني رئيس مركز» تسفيد «سابقا بتاجروين إن هذه العملية تتم كل سنة إذ يقع جلب فحلين لمدة ثلاثة أشهر تقريبا إلا أن نوعية الفحول المستقدمة ليست من السلالة الجيدة علما وأن الأنواع الموجودة في الجهة تعتبر من أحسن السلالات في تونس وعملية تسفيدها بجواد غير معروف وسنه متقدمة قد يضر بها. واضاف الشارني : كان من المفروض أن يتم تغيير النوع كل عامين إلا أن هناك جوادا يتم استقدامه للسنة الثالثة على التوالي وهذا ما جعل المربين غير راضين عما يتم جلبه لهم من فحول. ولإعادة إشعاع تربية الخيول في المنطقة والمحافظة على السلالة البربرية خاصة يقترح المربون إجراء سباقات محلية ورصد منح تستجيب لتطلعاتهم وتساعدهم على توفير الأعلاف والإحاطة البيطرية لحيواناتهم فتكلفة الفرس الواحدة شهريا تقدر ما بين 150 و250 دينارا ويمكن أن تصل إلى 500 دينار إذا ما تم اعتبار تكلفة التدريب.كذلك من الضروري بعث سوق لبيع وشراء الخيول بطرق قانونية للحد من ظاهرة التهريب التي أثرت سلبا على العدد والنوعية الجيدة التي تهرب ويستفيد منها الآخرون في الدول المجاورة ولا بد من إعادة بعث المهرجان السنوي الخاص بالفروسية الذي عرف سابقا مشاركة فرسان من الجزائر وأصبح وطنيا يستقطب عشرات المشاركين من مختلف أنحاء البلاد.