عاد الترجي صباح أمس من المغرب لينطلق في التحضير للشّطر الثاني من «مَعركة» اللّقب الإفريقي وذلك يوم 31 ماي بداية من العَاشرة ليلا. ويسعى الفريق إلى تأهيل حارسه البديل رامي الجريدي لتعويض معز بن شريفية الذي سيحتجب عن الشوط الثاني من لقاء الوداد بسبب عقوبة الإنذار الثاني. وإذا تعذّر على الإطارين الطبي والبدني تجهيز الجريدي فإن الحل يَكمن في الإستعانة بعلي الجمل. كان بالإمكان أفضل مِمّا كان فرض الترجي التعادل الايجابي على الوداد البيضاوي (1 مُقابل 1). ولا اختلاف في أن هذه النتيجة طيّبة وتصبّ في مصلحة فريق الشعباني الذي يكفيه التعادل السلبي في رادس ليتربّع على عرش الكرة الإفريقية للمرّة الرابعة في تاريخه. لكن هذا لا يُخفي أبدا حسرة «المكشخين» على الفوز الضائع في الرباط خاصة أن الفريق كان مُتقدّما في النتيجة إلى حدود الدقيقة 80. كما أن كلّ الظروف كانت مُلائمة للإطاحة بوداد البنزرتي في الرباط بالذات. وبالتوازي مع النجاح في أخذ الأسبقية عن طريق «كُوليبالي» كان الأداء التحكيمي مُمتازا ولم نُلاحظ أية انحرافات تُثبت انحياز المصري جريشة للمحليين الذين تزايدت مُعاناتهم بعد إقصاء لاعبهم الخبير ابراهيم النقاش. كما أن الوداد لم يكن في أفضل حالاته الفنية والمعنوية الشيء الذي يُضاعف حظوظ الترجي لتحقيق الانتصار. العِبرة بالنتيجة تعتقد بعض الجهات ومن ضمنها المدرب السابق للفريق نبيل معلول أن الترجي مرّ بجانب الحدث وكان بوسعه الفوز على الوداد والتأكد بنسبة 90 بالمائة من اعتلاء منصة التتويج. ولاشك في أن مِثل هذه المواقف تستحق الإحترام وقابلة للنقاش خاصّة أن الترجي تقدّم في النتيجة وكان بوسعه الإستفادة من النقص العددي في صفوف الوداد لمُضاعفة النتيجة والقضاء على آمال الأشقاء بصفة مُبكّرة. ومن حق أصحاب هذا الرأي انتقاد الشعباني لعدم استغلال تفوّقه العددي لكن العِبرة بالنتيجة وما على هؤلاء إلا الانتظار إلى حدود الجمعة القادم ليؤكدوا صحة تحاليلهم أولتهنئة الرجل بلقبه القاري الثاني في ظرف ستة أشهر فحسب. جريشة في المستوى المأمول رغم الاختلافات الحَاصلة حول بعض اللّقطات فإن الحكم المصري جهاد جريشة حقّق المطلوب حتى أن شقّا من «المكشخين» والمُتابعين عُموما ل»فينال» رابطة الأبطال أشادوا بقوّة شخصيته ونجاحه في العُبور بلقاء الرباط إلى برّ الأمان. والحقيقة أن الترجي لا يُمكنه إلا أن يشعر بالإرتياح لمردود جريشة الذي لم يتأثّر بالجوّ العام وألغى هدفا للوداد فضلا عن عدم احتساب ضربة جزاء للأشقاء بعد «التَنازع» الحَاصل حول لمس شمّام للكرة باليد من عدمه. ولم يتردّد جريشة أيضا في إشهار البطاقة الحمراء في وجه اللاعب المُخضرم للوداد ابراهيم النقاش. ومن الواضح أن جريشة اتّعظ جيدا من تجربة الجزائري عبيد شارف في النسخة الفارطة من رابطة الأبطال ومن المُلاحظ كذلك أن «الكاف» تعاملت هذه المرة بصرامة كبيرة مع الملف التحكيمي وهو ما برز للعيان من خلال القرارات الشُجاعة لجريشة فضلا عن «استقامة» «الفَار». خسائر مقبولة قصد الترجي المغرب ب 22 لاعبا من ضِمنهم 7 تحت تهديد الإنذار الثاني والذي يُساوي الغياب عن مباراة الإياب في رادس. ويتعلّق الأمر ببن شريفية والجريدي والذوادي و»كُوليبالي» والشعلالي والبدري والخنيسي. وقد تحصّل بن شريفية والذوادي والشعلالي على البطاقة الصفراء في لقاء الرباط ما سيجعلهم خارج الخِدمة في مباراة رادس يوم 31 ماي. ورغم أهمية الثلاثي المذكور في التشكيلة الترجية فإن الشعباني يملك البدائل اللاّزمة لتعويضهم دون أن يتأثر الأداء العام للجمعية وهُناك العديد من الخيارات المُتاحة لسد الشُغورات خاصّة في ظلّ جاهزية اليعقوبي في الدفاع والمسكيني وبقير في خطّ الوسط والجمل على مستوى الشباك (مع امكانية تأهيل الجريدي). الجمهور يَصنع الحدث احتلّت الجماهير الترجية الساحات العامة في الدار البيضاء قبل «غزو» الرباط. وقد صنع أحباء الفريق الحدث في مدرجات ملعب الأمير مولاي عبد الله وذلك من خلال «شماريخهم» وأهازيجهم ومُساندتهم الكبيرة لفريق الشعباني في هذه القمّة الثقيلة. زحف «المكشخين» نحو مملكة محمّد السادس لم يقتصر على الحشود البشرية القادمة من تونس بل أن اللقاء شهد أيضا حضور الجالية الترجية المُقيمة في بعض الدول الأوروبية على رأسها ألمانيا.