حين يتحدث الناس عن سيدي عمر بوحجلة يقدمون عدة روايات وسير تؤكد كرامات الولي الصالح المستمرة منذ قرون عدة يحددها البعض بالقرن الثامن للهجرة او نحوه. وككل الصلحاء ، قدم سيدي عمر كسائح من المغرب واستقرّ في هذا الموضع من سهل القيروان وقد عرف بحسن الغناء والعزف. وكان من احسن من يقرا اوراد شيخه ابي الحسن الشاذلي. وأكثر كرامات سيدي عمر انتشارا واثارة هي تلك التي يرويها شيوخ أحياء عن آبائهم الذين شاهدوا حادثة موت «المرابط» عامل القيروان حين خرج للتنكيل بأهل بوحجلة والاستيلاء على احباس سيدي عمر ويذكرون تفصيلات دقيقة مشوقة لهذه الحادثة. ومن كراماته ايضا ان حجلة (طائر) كانت تصحبه وتتولى لقط أيّة حشرة تقترب منه محافظة عليه وهو لذلك سمي ب«بوحجلة» واحترمه الناس وسيّدوه وحين توفي بنوا على قبره مزارا. ودلّ موقع المزار على ان بناء الضريح قد تمّ في عهد غير بعيد خاصة وان الموقع يخبئ طبقات من الآثار العمرانية غاية في القدم، واذا قورن بمواقع أثرية قريبة منه كموضع حديقة 7 نوفمبر شماله وفرن الجير غربه دل على انّ المكان كله كان يضمّ مجموعة من قرى زراعية رومانية يتوسطها بئر الحمام البلدي حاليا. ممر الفاتحين وتمتاز بلدة «سيدي عمر بوحجلة» بموقع استراتيجي بالنسبة لرقعة المعتمدية وسهل القيروان وجهة الوسط عموما، ومنها مرّ أبو جعفر المنصور حين اقام بالقيروان وتزوج اروى القيروانية على الصداق القيرواني، وعاد منها الى الشرق ليبني «الدولة العباسية» ومن الأكيد أن المعزّ لدين الله الفاطمي قد عبر وقافلته المحملة ذهبا من نفس المكان ليؤسس القاهرة في القرن الرابع للهجرة. هذه الأرض قد شهدت عبور آلاف من الأعلام وعديد الأحداث منذ تأسيس القيروان على الأقل وأثناء الحرب العالمية الثانية، وأثبت طريق الأعراض أهميته العسكرية عند انسحاب قوات المحور واطباق قوات الحلفاء عليها من الجنوب والغرب. ولازال احفاده يراكمون شهرته بتكريسهم لقيم الشجاعة والكرم اذ ان ما يجمع اهل «سيدي عمر بوحجلة » هو حبّ الخيل والفروسية، وهم الذين اشاعوا الفروسية كرياضة بين الناس خلال عقود الاستقلال ويعود الفضل في ذلك إلى شيخ فرسان جلاص الحج صالح بن نصر الهاني، وهو رجل (من عرش الميسات ). وتتميز سيدي عمر بوحجلة بشجاعة فرسانها واستبسالهم في قتال الاحتلال الفرنسي وقد برز منهم خاصة الشهيد القائد المناضل الوطني علي بن عمارةاالشريطي(من عرش الشرائطية) الذي استشهد مقاوما للاحتلال الفرنسي في ثمانينات القرن التاسع عشر، وتؤكد الروايات الشعبية والسجلات الرسمية ومراجع التاريخ أنه استشهد غدرا في خيمته بعد وشاية من طرف قوادة فرنسا في منطقة الساحل (من معتمدية القلعة وكانت جائزته علبة بسكويت !!!!) والمرحوم المقاوم حسين بن المسعي وفي الخمسينات المرحوم القائد العجيمي بن مبروك الغريبي (من عرش الشرائطية ) قائد فلاقة جلاص والمقاوم علي بن محمد عيساوي شهر العماري من عرش العيساوية تحديدا الشهايبية من منطقة الجهينات وتم تكريمه ب 7 أوسمة وكان رحمهالله اقلق قوات الاستعمار من الاستراجيات التي اتبعها وقد لقبه المستعمر بالثعلب لشدة دهائه وذكائه الذي كبد قوات الاستعمار خسائر هامة في صفوفهم وبث فيهم الرعب وهو مدفون حاليا بالجلاز.