مثلت سنة 1929 أول زيارة للفنان المصري سيد شطا الى تونس ليجمع اول لقاء بين هذا الفنان والجمهور التونسي العريض في سهرات ليالي رمضان من خلال كافيشانطا مقهى «تحت السور» التي اشتراها محرز التونسي وحولها الى مقهى شعبي أصبح في سهرات رمضان كافيشانطا. جعل منها سيد شطا مكانا للسهر على الأنغام والموشحات العربية الأصيلة. مكّن ظهوره أول مرة في كافيشانطا مقهى محرز التونسي على أنقاض مقهى «تحت السور» فرصة هامة استغلها سيد شطا للقاء بالعديد من الفنانين في تلك السنة من ذلك حسيبة رشدي وفضيلة ختمي وشافية رشدي وقدم لهم ألحانه التي استقبلوها بحفاوة وحبّ كبيرين. هذه الزيارة الأولى الى تونس في رمضان 1929 دفعت بسيد شطا بالعودة الى تونس مرة أخرى سنة 1934 ثم كان قرار الاستقرار النهائي بها سنة 1942 لتبدأ صفحة جديدة في مسيرة هذا الفنان الخالد في علاقته بالإبداع الموسيقي التونسي. يبقى رمضان 1929 علامة فارقة في مسيرة سيد شطا الموسيقية حيث كانت بصمته واضحة بعد ذلك في المدونة الغنائية التونسية من ذلك أنه لحن لفتحيه خيري ما يقارب ال40 أغنية نذكر منها «فين النسيم العليل» و«وردة حبّي» و«ماثناها» و«يا هاترة بالعين» و«ما أحلى ليالي اشبيلية» و«أنا بنت الريف» وغنّت له حسيبة رشدي «البخت شفته خلاص» و«اضحك غنّي» و«قلبي انشغل بيك» و«يا اللّي عايش في خيالي».. وغنّت له نعمة العديد من الأغاني منها «عروستنا الليلة يا حلاوتها» و«آش في الحياة أحلى من الحبيب» و«يا نائم فتّح عينك»... ومن الأغاني التي لحنها لزهيرة سالم نذكر «يا بابا ما عزّ خيالك» و«يا تايهة بالزّين يا مسرارة» و«أنت في الدنيا نصيبي» وغنت من ألحانه هناء راشد «فتنت الملائكة قبل البشر» وغيرها ومصطفى الشرفي قدم له «هاتوا العود وهاتوا الناي» و«حسنك الفتان» وغيرهم من الأصوات الذين عاصروه. كما اتجه سيد شطا في موسيقاه الى التغنّي بتونس ومدنها وقراها ومنها: «أنا الخضراء تونس» و«شطك يا قليبيه محلاه» و«حمامات يا جنّة» و«ما أجمل شطك يا نابل» وغيرها من الأغاني التي تتحدث بلغة الصفاء والجمال عن المدن التونسية». وفي أواخر الخمسينات حصل تحول في مشواره الفني وتفرّغ سيد شطا لتقديم الألحان ذات الطابع الديني الصوفي، مما أوجد في رصيده عشرات القصائد والموشحات الدينية منها «يا أكرم الخلق» و«نور في شرف القرآن» و«يا رسول اللّه» و«يا غافر الزلاّت» و«المنفرجة» و«تجلت الوحدانية الحق»... حظي سيد شطا بتكريم تونس له خلال السنوات التي أقام بها وكرّمه أحمد باشا باي تونس سنة 1935 بوسام الافتخار وأنعم عليه الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة سنة 1964 بوسام الجمهورية وتأدية فريضة الحج على حساب رئاسة الجمهورية تقديرا لما قدمه لتونس في مجال الموسيقى والغناء..