صالة روضة الأندلس فضاء لاحتضان سهرات رمضان يقع في أول نهج حمام الرميمي بباب سويقة... فضاء بدأ نشاطه بهدوء ودون صخب ليكسب في رمضان 1946 رهان استقطاب جمهور غفير من أحباء الطرب الأصيل وعاشقي سمر الليالي من خلال التعاقد مع الفنان المصري أمين حسنين الذي استقرّ في تونس منذ أواخر ثلاثينات القرن الماضي. أمين حسنين الذي كان نجم سهرات رمضان مقهى «الزليز» بباب سويقة سنة 1942 حطّ الرحال في رمضان 1946 بصالة روضة الأندلس ليصوغ صفحة جديدة في مسيرته الفنية وهو الذي برع بشكل لافت في أداء الأدوار والموشحات بصوت قوي بديع يطرب السامع ويهزّ مشاعره ففي أدواره وقصائده وتلاعبه بالمعاني تتجلى مقدرته الفنية والغنائية وإضافة الى فن الأدوار فقد نهض الشيخ أمين حسنين بفن الموشحات وهو الذي كان في قمة من يؤدي هذا اللون الغنائي الأصيل. تنقل أمين حسنين بين دول المغرب العربي وسوريا والعراق ليحط الرحال سنة 1937 صحبة الفنان سيد شطا بتونس الذي اختار الاستقرار بها كما سبقت الاشارة الى ذلك وتزوّج في تونس وأصبح فيها نجما لامعا من أساطين الموسيقى والطرب وكان الصوت الذي كتب أحلى صفحات الموسيقى في ليالي رمضان بمقهى الزليز (1942) ثم في صالة روضة الاندلس سنة 1946 عاش أمين حسنين في تونس حتى وفاته يوم 5 جويلية 1968 ودفن بها تاركا العديد من الانتاجات هي عبارة عن قصائد وأدوار وأغان. ويحفظ التاريخ لأمين حسنين غناؤه أمام القائد الألماني الشهير رومل الذي كان يتقن اللغة العربية. من أشهر أغانيه المتوفرة بخزينة الإذاعة التونسية نذكر «شبيكي لبيكي» ودور «أهين النفس وأتذلّل لكم» ودور «ان قلت لك داعي الصفا» وموال «ما حد غيري على خله انضنى حاله» وغيرها.