بعد لقاء الرباط تعمّد الوداد «مُحاربة» الترجي بسلاح التحكيم مُدعيا أنه تعرض إلى ظلم كبير على يد الحكم المصري جهاد جريشة. وقد اختار الترجي الردّ على خصمه بالسِلاح نفسه حيث جدّد مُمثّل تونس في رابطة الأبطال احترازه على طاقم التحكيم الذي كلّفته «الكاف» بقيادة إياب الدور النهائي يوم الجمعة القادم في رادس. تحفّظات نشر الترجي على صفحته الرسمية على «الفايس بوك» المُراسلة التي كان قد بعثها إلى الكنفدرالية الإفريقية بتاريخ 13 ماي. وقد وقع التَنصيص في هذه المُراسلة على الرفض التام لصافرة الغمبي «باكاري قاساما» والزمبي «جاني سيكازوي». وأعاد الترجي نشر هذه المراسلة للعموم للتذكير بأن هيئة المدب كانت قد نبّهت «الكاف» بالإحتراز على الحكمين الغمبي والزمبي. هذا في الوقت الذي أصرّ فيه المسؤولون على تواجد هذا الثنائي في لقاء الترجي والوداد يوم 31 ماي في نطاق إياب الدور النهائي لرابطة الأبطال. ومن المعلوم أن «غاساما» سيتكفّل بقيادة المباراة أمّا «سيكازوي» فإنه سيُشرف على تقنية الفيديو (الفَار). ولم تكن احتجاجات الترجي من فراغ بل إنها تعود إلى أسباب منطقية وقد أكد الفريق أن «غاساما» كان مُنحازا للوداد لحظة تتويجه باللقب الإفريقي على حساب الأهلي (2017). كما أن مُمثّل تونس تضرّر من هذا الحكم في ذهاب الدور نصف النهائي للنسخة الحالية من رابطة الأبطال (لم يحتسب ضربة جزاء واضحة لفائدة الترجي في مواجهته لمازمبي الكونغولي). أمّا بخصوص أسباب الإحتراز على «سيكازوي» فإنها تكمن في رغبة الترجي في دفع الاتهامات والشُبهات بما أن «غرّة أوت» الأنغولي كان قد أقام الدنيا ولم يقعدها بحجة أن الحكم الزمبي انحاز ل «المكشخين» يوم «الريمونتادا» التاريخية في إياب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال (2018). وقد يقول البعض إن الاحتجاجات الترجية لن تُغيّر قرار الكنفدرالية الإفريقية بخصوص الحكام لكن هذه التحركات من شأنها أن تساهم على الأقل في الضغط على «الكاف» لتضع حكامها أمام مسؤولياتهم وتُجبرهم على إعطاء الترجي والوداد حقوقهما دون زيادة ولا نقصان. الملف الجماهيري من المُنتظر أن يتحصّل الترجي على الضوء الأخضر لإستقطاب ما لا يقل عن 40 ألف مشجّع بمناسبة القمة الكبيرة أمام الوداد. وتَتجه النية نحو ترويج تذاكر اللقاء بداية من الغد في شبابيك المنزه مقابل 25 و40 دينارا للبطاقة الواحدة. وفي السياق ذاته تؤكد الجهات المُشرفة على التنظيم بأن الترجي تحصل على التراخيص الأمنية لإستخدام «الفيراج» وهو ما يساهم في إرتفاع طاقة الاستيعاب المسموح بها خاصة أن المدارج الجنوبية تتّسع لأكثر من 10 آلاف محب. ولاشك في أن الجماهير العريضة للترجي ستتوافد بأعداد غفيرة وستصنع الحدث تماما كما فعلت في «الفِينال الأخير أمام الأهلي المصري. 1600 تذكرة لأحباء الوداد بعيدا عن المشاكل الجانبية التي رافقت لقاء الرباط أكد الترجي إلتزامه التام بالإتّفاقات الحاصلة مع الأشقاء بخصوص الحضور الجماهيري. ومن المنتظر أن يتحصّل أحباء الوداد على 1600 تذكرة مجانية بقرار من لجنة التنظيم برئاسة محمد الشيخ الذي كان شاهدا على الإتّفاق المُوقّع في المغرب والذي سمح لشق من جماهير الترجي بمواكبة مباراة الذهاب بصفة مجانية على أن تكون المعاملة بالمثل في مواجهة الإياب في رادس. بين الجمل والجريدي مازال الغموض يلفّ مشاركة رامي الجريدي في لقاء الوداد تعويضا لبن شريفية الذي سيحتجب بفعل عقوبة الإنذار الثاني. ومن المُنتظر أن تتحدّد مشاركة الجريدي من عدمها في غضون الساعات القادمة والجدير بالذكر أن رامي يتدرب بصفة عادية لكنه يشكو من بعض الأوجاع التي قد تُعطل قيامه بمَهامه بصفة عادية (خاصّة على مستوى تنفيذ رمية المرمى). وإذا تأكد غياب الجريدي فإن علي الجمل في أتمّ الجاهزية ليظهر في «الفينال» ويحصل بذلك على فرصة العُمر خاصّة أنه قضّى القسط الأكبر من مسيرته مع الترجي على بنك الإحتياط (ولو أن الجريدي قد يعتبر بدوره أن خوض «الفينال» هي فرصة العمر خاصة بعد أن اكتفى بالجلوس على بنك البدلاء في نهائي 2018 أمام الأهلي). وهُناك ثقة عالية في نجاح الجريدي أو الجمل في تأمين الشباك تماما كما فعل بن شريفية في اللقاءات السابقة مُستفيدا من دعم الجمهور والعمل المُنجز بقيادة المدرب الناصر شوشان الذي يشتغل في صَمت تَام.