يبدو ان المشهد السياسي في تونس زاد تأزما ومهزلة بعد ان اصبحنا على مشارف الانتخابات الرئاسية وباعتبار اننا في عصر الديمقراطية العرجاء والفوضى الخلاقة اصبح الكل يتطاول على كرسي الرئاسة وعلى هذا الشعب دون ادنى تاريخ نضالي او سياسي ففي انتخابات نوفمبر 2014 تقدم 27 مترشحا للرئاسية عدد كبير منهم اسماء نكرة مهمتهم كانت فقط تشتيت الأصوات لا غير ومن بينهم باعث قناة حنبعل العربي نصرة الذي لم يجن حينها سوى بعض الأصوات التي لم تنفعه في شيء ومنذ ذلك الوقت افل نجمه واليوم نرى ان التاريخ يعيد نفسه مع صاحب قناة نسمة الذي خال البعض في فترة ما انه فاعل للخير، ناصر للمحتاج، ومجاهد في سبيل الله دون خلفيات او حسابات لكن بات من المؤكد ان نبيل القروي تلحف بغطاء جمعية خليل تونس ليستحوذ على عقول بعض الناس ممن دفعهم الإحتياج والخصاصة الى طلب العون. ومع اقتراب موعد الإنتخابات أشاح عن وجهه ذاك اللحاف ليبرز نيته الحقيقية من وراء المساعدات وموائد الإفطار ويعلن عن نية ترشحه للرئاسية مستغلا في ذلك قناته الخاصة التي يظهر فيها متى شاء ومثلما يشاء. ومن خلال برنامج خليل تونس الذي بدا فيه للناس ساعيا للخير مادا يده لكل محتاج ، سوق صاحب القناة لصورة «العصفور النادر» الذي يبحث عنه البعض. ففي كل يوم تبث قناة نسمة موائد الإفطار وهي تتجول في كامل تراب الجمهورية عبر برنامج «خليل تونس" الذي اصدرت في شانه الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري عدة بلاغات لما يتضمنه من توظيف سياسي لقضايا انسانية واجتماعية... فهل ان فعل الخير يجب ان يكون علنا او لا يكون؟! الا يمكن ان نفعل الخير دون اذلال الناس واستغلال ضعفهم وعجزهم ؟! هل يسمح لمثل القروي ان يستغل فضاء تلفزيا على ملكه الخاص للترويج لنفسه واستغلال الفئات الضعيفة والإنطلاق في حملة انتخابية سابقة لأوانها؟! اين القانون الإنتخابي من هذه التجاوزات؟!