شرع الله -عزّ وجّل- ورسوله صلّى الله عليه وسلّم افشاء السلام ، ورتّب على فعلها الأجر والثواب، وجعلها من الحقوق بين المسلمين بعضهم على بعض، فلّما كان الناس يؤدّونها من باب أنّها عادةٌ من العادات التي اعتادوا عليها أصبحوا يؤدّونها من باب نيل الأجر والثواب من الله عليها، كما يجب الحرص على أدائها كما جاء الأمر بها من غير تبديلٍ ببعض الألفاظ الأخرى، سواءً كان هذا التبديل من باب الإعراض عنها، أو من باب الجهل بها، وأكمل هذه التحية قول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وأقلّها قول: (السلام عليكم)، والسلام من خير الأمور في الإسلام، فقد روى عبد الله بن عمر: (أن رجلاً سأل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: تُطعِمُ الطعامَ، وتقرأُ السلامَ، على من عرفتَ ومن لم تعرِفْ). وعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ « . و أَفْشُوا السَّلَامَ أَيْ أَظْهِرُوهُ وَأَكْثِرُوهُ عَلَى مَنْ تَعْرِفُونَهُ وَعَلَى مَنْ لَا تَعْرِفُون .