باندماج حزب المبادرة داخل حزب تحيا تونس، يكون عدد المكونات المحسوبة على شق الدساترة وشق التجمعيين، قد ارتفع داخل تحيا تونس وسط تساؤلات عن مدى تأثيرهم على العلاقات المستقبلية للحركة مع مختلف الأطياف . تونس الشروق: من بين الوجوه الدستورية والتجمّعية التي جاء بها حزب المبادرة إلى تحيا تونس يمكن ذكر كمال مرجان رئيس حزب المبادرة ( وزير الدفاع والخارجية في عهد بن علي) ومحمد الغرياني (آخر أمين عام لحزب التجمع) والصّادق القربي ( وزير التربية سابقا) وجلول الجريبي ( وزير الشؤون الدينية سابقا) ومحمد العزيز بن عاشور (وزير ثقافة سابق).. وينضاف هؤلاء إلى شخصيات دستورية وتجمّعية أخرى متواجدة بطبعها في حركة تحيا تونس منذ تأسيسها على غرار سمير العبيدي (وزير الشباب والرياضة سابقا ) وكمال الحاج ساسي (كاتب دولة وعضو سابق بمجلس النواب) وعبد الرحيم الزواري ( وزير سابق وامين عام التجمع سابقا) وشكري بلحسن (والي سابق) وهشام بن أحمد (والي سابق) وأليفة فاروق ( الموفق الاداري سابقا) مع حديث عن انضمام الوزير السابق وامين عام التجمع علي الشاوش وعدد آخر لا يستهان به من هذا الشق. هيمنة هذا «الاكتساح» لتحيا تونس من شق الدساترة والتجمعيين ممثلا في وزراء ومسؤولين اشتغلوا مع نظام بن علي قد يجعلهم – حسب عديد المراقبين - مُهيمنين على مفاصل الحركة وعلى توجّهاتها، وقد يؤدي ذلك إلى التقليص من دور الروافد الاخرى التي بُنيت عليها الحركة على غرار الرافد اليساري أو الروافد المتأتية من أحزاب اخرى وسطية لكنها لا تنتمي للعائلة الدستورية او التجمعية. مصلحة النهضة يقول عدد من المتابعين أن هذا التمشي من وزراء ومسؤولي بن علي نحو اكتساح حركة «تحيا تونس» قد يخدم إما حاليا أو في ما بعد (بعد الانتخابات) ما قد يبرز من نوايا تقارب بين تحيا تونس والنهضة التي تربطها علاقات جيدة مع عدد هام من «الدساترة» و» التجمعيين» وسبق أن حصل تقارب بينها وبينهم. فالدّساترة والتجمعيون لا يختلفون كثيرا عن النهضة مثلا على مستوى المرجعية الليبرالية وكذلك على مستوى النمط «المحافظ « فضلا عن زوال أسباب التنافر بينهما بعد حصول شبه مصالحة خاصة بعد تخلي النهضة عن قانون العزل السياسي. ويذهب محللون أبعد من ذلك بالقول ان النهضة هي من كانت وراء التحاق هؤلاء بتحيا تونس ودفعتهم الى ذلك دفعا وذلك بعد تقديم وعود لهم بالحصول على مناصب في السلطة في صورة الائتلاف مع تحيا تونس في الحكم اثر الانتخابات القادمة. وقد يكون ذلك مخططا من النهضة للتوافق المستقبلي مع تحيا تونس وبالتالي إعادة تجربة التوافق التي سبق ان خاضتها مع نداء تونس ومكنتها من المحافظة على مكان متقدم في السلطة، وكل ذلك إضافة إلى التخطيط للتقليص داخل تحيا تونس من دور وقوة شق اليسار وشق المكونات التي قدمت من أحزاب أخرى وسطية عرفت بتقلب علاقتها مع النهضة.