تونس – الشروق: ناجية المالكي عرض الحزب الدستوري الحر مؤخرا برنامجه الانتخابي في المجال الثقافي أمام عدد من الفنانين والمثقفين والخبراء في القطاع الثقافي وتبع هذا العرض نقاشا تناول مختلف المشاكل والصعوبات والاشكاليات التي يواجهها قطاع الثقافة في تونس. اعتبرت الأستاذة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر أن المجال الثقافي حيوي ومهم تم تهميشه خلال السنوات الثمانية الماضية «والدليل على ذلك التخفيض في الميزانية المخصصة لوزارة الشؤون الثقافة لتنحدر إلى 0.73% من الميزانية العامة» وهي نسبة أقل ما يقال عنها أنها تهميش واضح للثقافة وتعمد تحجيم دورها في نشر الوعي والنضج الفكري والثقافي لدى المجتمع التونسي. وأوضحت أنّ برنامج حزبها يضمّ جملة من الإجراءات العاجلة المتمثلة في إصلاح منظومة الحوكمة والتصرف السليم في القطاع الثقافي إلى جانب إصلاحات هيكلية وإستراتيجية لتطوير آليات العمل الثقافي ومقترحات عملية أهمها الترفيع في ميزانية الثقافة لتبلغ 1.5 % من الميزانية العامة على امتداد السنوات الخمس القادمة. كما تطرقت عبير موسي إلى صندوق التشجيع على الإبداع الفني والثقافي الذي يعاني نقصا في موارده المالية ونقصا في الشفافية عند إسناد الدعم للأعمال الثقافية، وذلك من خلال تحويل الصندوق إلى هيئة وطنية لدعم الإنتاج الفني والأدبي تكون مستقلة ماليا وإداريا. وبخصوص التغطية الصحية للمبدعين، اقترحت رئيسة الحزب الدستوري الحرّ إحداث صندوق للحيطة الاجتماعية والتقاعد للفنانين والمبدعين على غرار صندوق المحامين والتعهد بتوفير الإرادة السياسية حتى يرى النور بمشاركة أهل القطاع. وتحدّثت موسي عن ضيق سوق الترويج للمنتوج الفني التونسي، مشيرة إلى ضرورة وجود تمييز ايجابي للأعمال المحليّة في وسائل الإعلام التونسية وأن تتضمن كراسات الشروط المتعلقة بوسائل الإعلام بندا يفرض نسبة معينة من البرمجة العامة تخصص للمنتوج التونسي. وأكدت في هذا الصدد، على ضرورة إيلاء أهمية للدبلوماسية الثقافية لجلب الاستثمارات الكبرى وتصدير الأعمال التونسية، كما اقترحت تحويل القناة الوطنية 2 إلى قناة شبابية وثقافية متخصصة في عرض المنتوج والإبداع الفكري في كل المجالات، إلى جانب تطوير معرض الكتاب. إلى جانب الدعوة إلى التمييز الايجابي للمنتوج الثقافي التونسي في مختلف وسائل الاعلام العمومية والخاصة وتخصيص مساحة هامة للمنتوج الثقافي التونسي. والعمل على احداث مدن للانتاج وتشجيع السينما التونسية والأعمال الدرامية التونسية ولما لا تصديرها لنشاهد دول أخرى تقوم بدبلجة أعمالنا التلفزية والسينمائية لمختلف اللغات واللهجات. ومن المشاريع الأخرى التي تناولتها عبير موسي في برنامجها الانتخابي، اقتراح إقامة قرى سياحية متاخمة للمعالم الأثرية التي تزخر بها البلاد على غرار دقة وسبيطلة والجمّ وأوذنة. ومراجعة الخارطة الثقافية والعمل على رقمنة النشاط الثقافي للوزارة الشؤون الثقافية لضمان مبدأ النفاذ للمعلومة والشفافية. وانتقدت سياسة وزارة الثقافية حاليا وعدم وجود الشفافية اللازمة في مسألة دعم الفنانين وكذلك غياب الرؤية و الاستراتيجية في السياسة الثقافية, مؤكدة أن الحزب الدستوري الحر سيراهن على العمل الثقافي والابداعي وسيبوئ الثقافة المكانة التي تستحقها وستهتم بأهل الفن والفنانين وإعادة الاعتبار للعمل الابداعي والثقافي.