يبلغ عدد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين بولاية مدنين،800 شخص، من جنسيات افريقية وعربيه مختلفة، تم ايواؤهم في خمسة مبيتات، وفرتها الهيئة الجهوية للهلال الاحمر التونسي، بكل من مدنين وجرجيس. مدنين (الشروق) وألقت أزمة الهجرة غير النظامية بظلالها على مدينتي مدنين وجرجيس، وسط التدخل الضعيف والغياب شبه التام، لكل من المنظمات الدولية التي عرفت باهتمامها بهذه الفئة. «الشروق» تحولت الى المبيت لمعاينة ظروف الاقامة المؤقتة للمهاجرين غير الشرعيين، والتي يتقاسم تكاليفها الهلال الاحمر التونسي مع المنظمة الدولية للهجرة. مراكز الايواءهي عبارة عن فضاءات كبيت جلوس مجهز بتلفاز ومطبخ مجهز وفضاء للأكل ولخزن المؤونة، ومبيت على وجه الكراء يتوفر به 15 سريرا، رغم ان طاقة استيعابه تبلغ 70 سريرا، ويضطر العديد منهم للنوم ارضا، نتيجة محدودية الامكانيات المادية، يضاف الى ذلك التوافد اليومي للمجتازين عبر الحدود البرية بن قردان وتطاوين، وهو ما زاد الوضع تعقيدا. ظروف اقامة متردية ويوفر الهلال الاحمر يوميا وجبات غذائية غير متكاملة تقتصر على الارز و»المقرونة» والحليب حسب تأكيدات محمد من جنوب السودان وهي وجبتا الفطور والسحور للصائمين قدرها المشرف على الاعاشة والاقامة بعشرة دنانير لليوم الواحد. وفي سياق اخر، أكد منجي سليم رئيس الهيئة الجهوية للهلال الاحمر التونسيبمدنين انّ الهلال يتولى منذ فترة توفير الإحاطة النفسية والصحية اللازمة لمن تم ايواؤهم بالمستشفى الجهوي بجرجيس، لتلقي بعض الخدمات الطبية ، ثم احالتهم على الطب النفسي بالمستشفى الجامعي بمدنين، وتمكين بقية المقيمين بالجهة من فحوصات طبية مجانية. ونفى محدثنا من المقيمين بمبيت الرويس بجرجيس وهم من جنوب السودان ومن السودان والصومال وبنغلاديش والمغرب، تمتعهم بالخدمات الطبية منذ ايوائهم في الثالث من شهر رمضان، مؤكدا انه لم يتم عرضهم على الفحص الطبي واصابة بعضهم بالأمراض الجلدية، منذ دخولهم من ليبيا، نتيجة عدم توفر ملابس لتغييرها. نداءات استغاثة...لكن كما وجه المهاجرون نداءات استغاثة، للمنظمات الانسانية لمتابعة اوضاعهم، نافين ان يكون فريق المنظمة الدولية للهجرة زارهم، او استمع الى مشاغلهم، واصفين المكان ب»السجن»، مطالبين بتوفير المستلزمات اليومية الى حين فرز ملفاتهم حالة بحالة وتمكينهم من اعادة التوطين واللجوء او العودة الطوعية إلى بلدانهم، علما ان الكثير منهم يرفض العودة بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية الصعبة او الحروب بأوطانهم. ورغم ما تسديه الهيئة الجهوية للهلال الاحمر وصاحب المبيت نورالدين الصويع من مجهودات، فان الخدمات المقدمة، تظل دون المستوى، حسب تصريحات المهاجرين، علما ان الهيئة كثفت جهودها في الفترة الاخيرة، لحصر عدد المفقودين في الفاجعة الاخيرة، وتمكنت من التعرف على جنسية 40 مفقودا من بنغلاديش و08 من المغرب . تشغيل المهاجرين لم يبد اهالي الجهة، أي اعتراض على اقامة المهاجرين بالجهة، وامام نقص اليد العاملة في حضائر البناء وفي المطاعم السياحية وفي الانشطة الفلاحية لجأ عدد من المواطنين، الى تشغيل المهاجرين، بالتنسيق مع الهيئة الجهوية للهلال الاحمر فضلا عن ان احدى المؤسسات العمومية التي لجأت الى تشغيلهم لصيانة بعض الطرقات. محمد من السودان تابع حديثه قائلا: «ان كل المهاجرين بمن فيهم الطلبة والمختصون في الاشغال الفلاحية والصناعية وفي مجال الحلاقة يرغبون في العمل في مختلف الاختصاصات، الا ان عدم توفر الاموال ووسائل النقل تعيق رغبتهم في التنقل للعمل. إنشاء مخيم للطوارئ وامام تضاعف المهاجرين غير الشرعيين، والعابرين لحوض المتوسط والراغبين في الجنة الاوروبية، وامام التوقعات بتوافد المزيد من المهاجرين مع بداية الموسم، والذي يتزامن مع تحسن احوال الطقس، طالبت المنظمات الدولية كالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بمعية المنظمة الدولية للهجرة التحرك لإجبار الدول الاوروبية على تقاسم الأعباء مع تونس، التي تجدد رفضها أن تكون مركزا لتخييم المهاجرين وتصبح وجهة لللاجئين، داعية للضغط على دول الاتحاد الأوروبي، للمساهمة، بشكل أكثر فعالية في بناء ديمقراطية تتسع لكل المواطنين في العالم. وفي هذا السياق، وجّه رئيس الهيئة الجهوية للهلال الأحمر بمدنين، دعوة إلى الولايات المجاورة للتحرك ومعاضدة مجهودات السلط الجهوية بمدنين، مبينا ان الهيئة اعدت خطة طوارئ، تم تحيينها سنة 2016. وتتمثل في تهيئة القاعات المغطاة بالجهة تتسع لحوالي 2000 شخص، وفي حالة تجاوز العدد ب5000 شخص، يجب تركيز مخيم وقتي لمجابهة الازمة وتوفير الاقامة والاعاشة اللائقة، التزاما بالمعاهدات الدولية لحماية حقوق الانسان.