صمدت كتلة الجبهة الشعبية على امتداد أكثر من أربع سنوات من عمل البرلمان، لتنفجر في الربع ساعة الأخير قبل نهاية أشغاله وتفقد كتلها البرلمانية بسبب ما تم اعتباره «قطيعة « بين القيادة والمناضلين والانفراد بالرأي. تونس -الشروق أزمة سياسية تنظيمية خطيرة داخل الجبهة الشعبية تسبّبت في استقالة 9 نواب من كتلتها البرلمانية.هذا ما اكّده النواب المستقيلون في ندوة صحفية انعقدت امس في مقر البرلمان.وشدد خلالها النواب المستقيلون على أن الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي وجزءا صغيرا من مجلس أمناء الجبهة،في قطيعة كلية مع الكتلة البرلمانية للجبهة. تعطل العلاقة عضو الجبهة المستقيل ايمن العلوي أكد ان علاقة الجبهة الشعبية بمناضليها تعطلت تماما في الجهات ،مشيرا الى ان الإشكال لا يتعلق بمرشح الجبهة الشعبية للانتخابات الرئاسية ،معتبرا ان الخلاف الحقيقي يتمثل في محاولة الاستيلاء على عنوان الجبهة الشعبية والتخلي عن جزء من المناضلين. ايمن العلوي أضاف ان «شخصين « داخل الجبهة الشعبية يريدان الاستيلاء عليها وتطويعها لمصالحهما الضيقة ، مشددا على ان اعلان الاستقالة كان حتميا للدفاع عن المشروع وبحث فرص إنقاذه ،معتبرا ان ما تم القيام به خطوة خطيرة ولكن ناجعة للحفاظ على الجبهة.العلوي دعا الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي الى دعوة المجلس المركزي للانعقاد وتجنيب نفسه تحمل مسؤولية تصدع مشروع الجبهة وإيجاد الحلول . تجاوز التصعيد وشدّد النواب المستقيلون على أنهم حاولوا تجاوز هذه الخطوة التصعيدية والتواصل مع مجلس الأمناء إلا أن محاولاتهم قوبلت بالتجاهل والانفراد بالرأي من قبل الناطق الرسمي باسم الجبهة حمة الهمامي ومجموعة من مجلس الأمناء ،معتبرين انهم يعيشون في قطيعة مع الكتلة البرلمانية حتى أن تقديم 9 نواب من الجبهة للاستقالة قوبل بصمت كامل من قبل الناطق الرسمي. بعد تفعيل استقالة النواب التسعة ستفقد الجبهة الشعبية كتلتها البرلمانية ،باعتبار أن العدد المتبقي من نواب الجبهة الشعبية هو 6 فقط وينص النظام الداخلي للبرلمان على ان العدد الأدنى من النواب لتشكيل كتلة برلمانية هو 7 نواب وبالتالي تفقد الجبهة الشعبية كتلتها البرلمانية التي حافظت عليها متماسكة منذ بداية عمل البرلمان الحالي. ومن المنتظر أيضا ان يشكل النواب المستقيلون كتلة برلمانية تُصبح الذراع التشريعي لحزب الوطد الموحد الى غاية نهاية عمل البرلمان الحالي. والجدير بالذكر أن الجبهة الشعبية كانت اعلنت يوم 19 مارس الماضي أن الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي، هو مرشحها في الانتخابات الرئاسية 2019 وذلك بعد تداول الأمناء العامين لأحزاب الجبهة ، في حين قررت اللّجنة المركزية لحزب الوطد الموحد ، قبل هذا التاريخ اقتراح منجي الرحوي، مرشَحا للانتخابات الرَئاسية صلب الجبهة الشعبية.