مكتب نابل (الشروق) الصّادق الدغيّس هو أحد شيوخ الحمامات ولد في 19 أفريل 1923م الموافق ليوم 2 رمضان 1341ه وكانت خطوات حياته الأولى في حفظ القرآن الكريم منذ سنّ الخامسة من عمره على يد الشيخ عبد السلام كعبار وترتيل القرآن على يد الشيخ محمد بوسلامة ليتمكّن من حذق القراءات السبع بصوت جميل وقد أتمّ حفظ كامل القرآن في سن الرابعة عشرة كما دخل المدرسة سنة 1928 وتعلّم كذلك علم النحو والصرف على يد الشّيخ الزّيتوني والعالم العربي العاصمي كما تميزت حياته بالعمل والكدّ وعلى هذا الأساس عمل بالفلاحة والتجارة بمنطقة السمنجة وتولى بمسجدها إمامة صلاة التراويح كاملة لأول مرة وهولم يتجاوز سن الثامنة عشرة وتواصلت علاقته بالمحراب كإمام خمس بعد ذلك بالجامع الكبير إلى سنة 2011 حيث خير الانسحاب بعد أن تعرض إلى إساءة بعض الأطراف المتشدّدين الذين أرادوا تنحيته. كما تميزت مسيرته بكتابة 5 نسخ كاملة من القرآن الكريم بخط يده الكريمة وقد أفادنا في قائم حياته أنه انطلق في كتابة النسخة الأولى بقلم القصب على رواية ورش وأتمها داخل متجره بالحمامات حيث كان يراوح بين العمل وكتابة القرآن وأما النسخة الثانية على رواية ورش كذلك فقد أهداها لمسجد السمنجة عندما تحول للعمل هناك واختار أن يكتب النسخة الثالثة على رواية الدوري المعروفة جدا في السودان آنذاك وأما النسخة الرابعة فقد كانت الأولى التي تكتب على رواية قالون المعروفة في تونس في 30 جزءا وقد أهداها للجامع الكبير بالحمامات وأما النسخة الخامسة والأخيرة فقد اختار أن تكون على رواية البزي واعتماد الحاشية لكتابة الكلمات المغايرة على رواية قنبل. هذا هوالشيخ الصادق الدغيس المحبوب جدا بالحمامات والذي عرف كذلك بتعليمه القرآن الكريم والتلاوة بالجامع الكبير مجانا كما عرف بصبره على عديد الصّعوبات العائليّة بفقدانه لأربعة أبناء إلى جانب مرض زوجته رحمها الله ولم يشتك أبدا ولم يثنه ذلك عن الإمامة وتحفيظ القرآن والمراوحة بين حبّه للعمل في محل للصناعات التقليدية والإمامة بالجامع الكبير بالمدينة العتيقة وهوعلى مشارف التّسعين سنة قبل أن يتمّ تكريمه من قبل نادي الطّلبة بالمركّب الشّبابي خلال رمضان سنة 2012 في إفطار جماعي وموكب أسعده كثيرا .وقد توفّي يوم 1 ديسمبر2015 وشيّع في موكب خاشع وكبير إلى مقبرة الحمّامات ليظلّ بآثاره الخالدة وسلوكه مثالا يحتذى به في الصّبر والسّماحة والاعتدال .