بادرت التلفزة التونسية في احدى سهرات رمضان 1976 ببث شريط مصوّر في إعداد واخراج للمنصف الكاتب لزيارة مقام سيدي بلحسن الشاذلي ... وهو انتاج تلفزيوني يتناول مسيرة هذه الشخصية الصوفية . وسيدي بلحسن واسمه الكامل أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي الزاهد الصوفي اليه تنتسب الطريقة الشاذلية وسكن الاسكندرية، تفقه وتصوف في تونس وسكن مدينة (شاذلة) التونسية ونسب اليها. تتلمذ أبو الحسن الشاذلي في صغره على الإمام عبد السلام بن مشيش في المغرب وكان له كل الأثر في حياته العلمية والصوفية ثم رحل الى تونس والى جبل زغوان حيث اعتكف للعبادة وهناك ارتقى منازل عالية كما في الفكر الصوفي ودرس بها على (أبو سعيد الباجي) ورحل بعد ذلك الى مصر وأقام بالإسكندرية حيث تزوّج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي وأبو عبد الله محمد وابنته زينب وفي الاسكندرية اصبح له اتباع ومريدون وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم أجمع. ومقام الشاذلي بتونس (هضبة سيدي بلحسن) معلم ديني وروحي عريق اختاره الإمام أبو الحسن الشاذلي عندما حل بتونس كان ينقطع فيه الأيام الطوال للعبادة في المغارة الواقعة في قمة الجبل الرفيع الشامخ المنور بالقرآن الكريم وبذكر الله العامر بهما على امتداد القرون الطويلة مكرمة إلهية وهبة ربانية لتونس وأهلها. ويعد المنصف الكاتب أحد أبرز المخرجين في التلفزة التونسية حيث كان من الجيل الذي كان شاهدا على انطلاق مسيرة هذا المرفق العمومي وكانت مساهماته واضحة وجلية في العديد من البرامج والمنوّعات والأشرطة الوثائقية التي أرضت وكتبت ووثقت لأحداث وخصوصيات تونسية من ذلك زيارة مقام سيدي بلحسن، حيث واكب المنصف الكاتب مختلف تفاصيل هذه الزيارة ووثقها في عمل تلفزيوني نادر بادرت التلفزة التونسية ببثه لأول مرة في احدى سهرات رمضان 1976 ليكون هذا العمل شاهدا على هذه الزيارة ذات الطابع الصوفي للمقام بكل خصوصياته وطقوسها وتقاليدها وشروطها في تونس زمان. ويحمل المنصف الكاتب في رصيده مسلسلين للتلفزة: المتحدي (1997) والذي قدم فيه لأول مرة فريال يوسف (قراجة) ممثلة لأول مرة ثم مسلسل غالية (1999) والذي تقمصت فيه دور البطولة لأول مرة ريم الرياحي وقد مثل هذا المسلسل انطلاقها نحو تحقيق المجد في التمثيل التلفزيوني.