في الوقت الذي نستعد فيه لاختتام السنة الدراسية وفي الوقت الذي تقدم فيه الدولة الأرقام الخاصة بالامتحانات وبالمترشحين ننسى للأسف ان نتحدث عن الاف المنقطعين عن التعليم سنويا... أكثر من 100 ألف طفل تونسي يغادرون المدارس كل سنة... رقم مفزع وخطير للأسف لم يدفع المسؤولين في الدولة الى التحرك وانقاذ الموقف... أكثر من 100 الف تونسي يلتحقون سنويا بصفوف الأميين بعد ان انتشرت الأمية في تونس وبلغت اكثر من 50 بالمائة في بعض المدن والقرى... نفكر في الناجحين ولكننا لا نفكر في الفاشلين ونتركهم يتحولون الى ضحايا للشارع... نسأل المسؤولين في وزارة التربية لماذا كل هذا العدد من الفاشلين والراسبين سنويا... لماذا لا يتم دراسة الظاهرة بشكل فيه الكثير من الجدية ولماذا لا يقدم المسؤولون عن التعليم في بلادنا حلولا وتصورات وبرامج تمكن من ان يكون النجاح هو القاعدة والرسوب هو الاستثناء... لا اعتقد ان الخلل في الاف التلاميذ الذين يفشلون كل عام ويغادرون المدارس بل الفشل في نظام التعليم الذي لم يتم اصلاحه ولم يتطور وظل تعليما تقليديا عاجزا يقذف بآلاف الأطفال سنويا الى الشوارع... الدولة مطالبة بايجاد حلول لهذه الظاهرة الخطيرة .... اذا تواصل الأمر على حاله فسيكون في السنوات القادمة نصف السكان اميين... حتى الحديث عن التكوين المهني واستيعابه لآلاف المغادرين للمدارس كذبة اخرى نتحدث فيها منذ سنوات فهذا الجهاز عجز هو الآخر عن تكوين الفاشلين في التعليم وهو أيضا يحتاج الى إصلاح جدي وعميق والى تصورات جديدة بعيدا عن الارتجالية التي تميزه الان... من المعقول ان نفكر في الناجحين لكن علينا ان نفكر بعمق في مصير الاف الفاشلين الذين يغادرون مقاعد التعليم سنويا... المشكل في نظام التعليم وليس في أطفالنا، في تونس نملك نظاما تعليميا لا يتماشى مع تطور المجتمع ومع حاجياته المتحولة والمتغيرة.. في بلدان كثيرة متقدمة نسبة الفشل بلغت صفر في المائة وفي تونس للأسف لازال الفشل في الدراسة والرسوب في الامتحانات هو القاعدة... نحتاج الى إصلاح جذري وعميق في تعليمنا ونحتاج الى ان يكون النجاح هو القاعدة... سفيان الأسود