في تونس اليوم قنبلة موقوتة اسمها المنقطعون عن التعليم، في تونس تلفظ وتطرد المدارس اكثر من مائة الف طفل الى الشارع. المعاهد الثانوية هي ايضا تطرد سنويا آلاف التلاميذ وهم في سن المراهقة كما ان امتحان الباكالوريا يفرز سنويا آلاف الفاشلين المحرومين من التعليم العالي والدخول الى الجامعات التي أصبحت الان مفتوحة للطلبة الأجانب اكثر مما هي مفتوحة للتونسيين ... مقابل هذا نجد في تونس نظاما فاشلا للتكوين المهني الذي يحتاج الى تأهيل شامل وإعادة نظر وتخليصه من البيروقراطية المقيتة التي تحكمه الآن ... للأسف في تونس اصبح الفشل هو القاعدة والنجاح هو الاستثناء لذلك يحتاج التعليم الى اصلاح جذري وشامل وتحتاج تونس الى إنقاذ ابنائها من الفشل ... لن يكون امام آلاف المنقطعين من المدارس والمعاهد سوى طريق الانحراف والبحث عن فرص الهجرة والركوب في قوارب الموت للوصول الى سواحل أوروبا وعلى الدولة ان تدرك انها اليوم امام قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في كل لحظة وفي كل حين ... الإصلاح الحقيقي للتعليم يجب ان ينقذ آلاف التلاميذ والشباب من الفشل المدرسي ويمكن الجميع من فرصة للنجاح ومواصلة كل مراحل التعليم والتكوين .... العالم من حولنا يتغير ... والدول تتقدم وانظمة التعليم تطورت وفي تونس لانزال نتحدث عن لجان الإصلاح وعن التصورات وعن البرامج وعن اشكاليات طبع الكتب ... علينا ان نتغير وان يتغير تعليمنا كما تغير العالم ...إنقاذ التعليم وإصلاحه اصبح الآن مسؤولية الجميع ومسؤولية من يحكم ويمسك بمصير هذه الدولة ... الفشل المدرسي سبب كوارث وخلق اجيالا من الفاشلين وحان الوقت الان لاتخاذ القرار والانطلاق في اصلاح حقيقي قبل فوات الاوان ...