حين نقول كاميرا خفية تونسية يتصدر المشهد المخرج التونسي المبدع رؤوف كوكة الذي يعتبر أحد أبرز رواد فن برامج المقالب خاصة في فترة التسعينات. لقد كان الجمهور التونسي بداية من رمضان 1994 على موعد مع اول كاميرا خفية بإمضاء المبدع رؤوف كوكة... وقد امتدت هذه السلسلة الهزلية الطريفة حتى 2003 . حينها كانت الكاميرا الخفية موجهة لعامة الشعب بمختلف أعماره وطبقاته وأطيافه، حيث كانت تنطلق من أفكار بسيطة وعفوية يتم التعامل معها بطريقة سريعة لهدف واحد هو اضحاك المشاهد. وللإشارة فان بداية رؤوف كوكة بالكاميرا الخفية كانت في حد ذاتها خفية حيث كان يصور خلسة بسبب الضغوط الفوقية التي كان يتعرض لها. وفي أول حلقة قام بإرسال الممثل الكوميدي محمد العوني الى أحد الشوارع القريبة من مؤسسة الاذاعة التونسية، حيث يمسك الممثل مكبر صوت ويتحدث الى الناس ليخبرهم أنه لا يسمع وانه يريد منهم استعمال ذلك البوق لا رشاده لمحطة الحافلات حتى يتمكن من العودة الى مدينته. يرى رؤوف كوكة أن الكاميرا الخفية هي اخراج شخص من دائرة المعقول الى اللامعقول، وهناك تخرج أشياء لم نكن تتصورها فيتحول ذلك الشخص الى نجم انطلق من الزحام بعفوية ودون أي تصنع. حيث يستهدف كوكة عامة الشعب من الشارع والأرياف قبل أن يصبح اليوم التركيز فقط على المشاهير، على غرار الحلقة التي استهدف فيها رجلا بسيطا يمتطي حمارا ويطبق عليه الممثل الذي يلعب دور شرطي المرور، قانون الطرقات فيما يعبر الضحية عن استغرابه ويحاول تبرير موقفه بكل براءة. وعلى عكس الكاميرا الخفية الحالية التي تستهدف النجوم لتشويه صورتهم أو لبث الرعب فيهم، فقد تعامل رؤوف كوكة مع النجوم بطريقة بعثت فيهم ضحكة من القلب على غرار الحلقة التي قام فيها بمقلب للشاب خالد حيث أرسل له أحد المعجبين المهوسين به... وهذا سر ونجاح « الكاميرا الخفية « لرؤوف كوكة.