أفرز «فينال» رابطة الأبطال بين الترجي والوداد جدلا قانونيا واسعا خاصة بعد ايقاف اللّقاء وتسليم اللقب لفائدة مُمثّل تونس عِقابا لفريق البنزرتي على الإنسحاب من باب الإحتجاج على تعطّل «الفَار». ومن المنتظر أن تشهد هذه القضية تطورات جديدة خاصّة في ظل تهديد الفريق المغربي بتدويل الملف عبر إحالته إلى «الفيفا» ولجانها الفرعية. وفي ظلّ هذا الضّجيج القانوني اخترنا الإستئناس برأي الأستاذ والعضو الجامعي السّابق ماهر السنوسي المعروف بنزاهته و»انتصاره» للقانون. فضيحة «الكَاف» قبل الخوض في الجانب القانوني قال الأستاذ ماهر السنوسي إن التجاوزات التي شهدها لقاء رادس تُعتبر فضيحة مدوية في تاريخ الكرة العربية والإفريقية عموما خاصّة أن ايقاف المباراة في حدود الدقيقة 60 ومنح اللقب للترجي يصنّف على أنّه سابقة خطيرة في المنافسات القارية. ويقذف السنوسي الكرة في ملعب «الكاف» برئاسة الملغاشي أحمد أحمد ويَعتبر مُحدّثنا أن الإتحاد الإفريقي للعبة هو المسؤول الأوّل والأخير عن هذه المهزلة أمّا الترجي فإنه بريء مثل ضيفه المغربي. هفوة جسيمة يعتقد السنوسي أن تشغيل تقنية الفيديو من مشمولات «الكاف» التي لم تتسبّب في هفوة تنظيمية جسيمة فحسب بل أنها تدخّلت في صلاحيات الحكم الغمبي «باكاري غاساما» الذي كان من المفروض أن يكون سيّد نفسه ويطالب قائد الوداد (وهو عبد اللطيف نصير) بالإلتزام بقراره القاضي بإلغاء الهدف المُتنازع حوله وفي صورة لم يتقيّد الفريق المغربي بتعليمات الحكم في مدة زمنية تُحدّدها قوانين المنافسات الإفريقية فإن «غاساما» يُعلن عن ايقاف اللقاء ويُسند اللقب في مرحلة موالية لفائدة الترجي. ويعتبر السنوسي أن «الكاف» تعدّت على صلاحيات الحكم وتلاعبت بأعصاب الجميع بعد أن استهلكت الكثير من الوقت قبل أن تُقرّر ايقاف المباراة وتمنح الكأس للترجي وهذا الإجراء يُعتبر من مشمولات «غاساما» لا «لجنة الطوارئ» التي شكّلتها «الكَاف» على عين المكان لحسم الأمر بشكل غير مفهوم إن لم نقل بطريقة غير قانونية. ويعود السنوسي إلى موضوع «الفار» ليؤكد أنه ليس من الشروط الأساسية و بالإمكان التخلي عنه لكن بعد إعلام قائدي الفريقين بهذا الإجراء قبل اللقاء. حُصّل ما في الصدور في سؤال عن «المكاسب» التي يمكن أن يغنمها الوداد من رفع الأمر إلى «الفيفا» وهيئة التحكيم الرياضي ب»لوزان» السويسرية (التاس) قال الأستاذ ماهر إن موقف الأشقاء ضعيف بما أن اللّقب أصبح في قبضة الترجي ومن شبه المُستحيل تغيير الواقع. وذهب السنوسي أبعد من ذلك ليؤكد أن الوداد قد يُعرّض نفسه إلى عقوبات رياضية ومالية كبيرة على خلفية الإنسحاب من اللقاء وهي سابقة خطيرة في كأس قوية وعريقة مثل «الشومبيانزليغ» كما أن هذا القرار «المُتهوّر» أضرّ كثيرا بصورة «الكاف» وضرب مصالحها في الصميم (التلفزات الناقلة وعقود الإشهار...). ويعتبر السنوسي أن الحكم قد يكون ألغى هدفا شرعيا للوداد لكن ها لا يُبرّر أبدا الفعل المُشين الذي أتاه الفريق المغربي بعد أن اجتاح مسؤولوه ومدرّبوه الميدان ودخلوا في مناوشات مع أبناء الترجي وهو ما يستوجب بدوره العِقاب على الطرفين.. والقانون فوق الجميع. انقسامات خطيرة من خلال تجربته الكبيرة في جامعة الكرة واللّجان التابعة ل «الكاف» لاحظ السنوسي أن الإتحاد الإفريقي يعاني من انقسامات خطيرة وقد بان بالمكشوف أن هذه الانشقاقات قد تُدمّر استقرار هذا الهيكل بقيادة الملغاشي أحمد أحمد. ولم يُخف السنوسي التحالفات التي تسيطر على المشهد ويؤكد محدثنا أن هذه «التكتّلات» أصبحت بارزة للعيان حيث تقف مصر وتونس مثلا في صف واحد وتتواجد المغرب في شق آخر. ويضيف السنوسي في سياق مُتّصل بأن رئيس «الكاف» الملغاشي أحمد أحمد لم يحقّق شيئا يُذكر من «الثورة» التي وعد بها بل أن الكرة الإفريقية أصبحت تُواجه فضائح أكبر وهو ما قد يجعل البعض يتابعون الأوضاع ولسان حالهم يقول: «المخلوع عيسى حياتو أرحم وأفضل من خليفته الحالي». ماهر السنوسي في سطور أستاذ في القانون تقلّد عدّة مناصب في النادي الإفريقي (رئيس اللّجنة القانونية - نائب رئيس) شغل سابقا منصب نائب الرئيس في جامعة كرة القدم عضو سَابق في لجان الكنفدرالية الإفريقية