لم يكن حزب العمال أبدا حليفا للوطد (بفروعه) ولا نصيرا بل كانت دائمة علاقة تنافسية أقرب إلى العدائية بين حزب يساري راديكالي (حزب العمال) وآخر يساري وسطي (الوطد). التقارب المهم حصل بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وتحديدا بعد أن فرغ الشهيد شكري بلعيد ورفاقه من تجميع أقسام الوطد في ما عرف بالوطد الموحد. فعندها جاءت فكرة توحيد جزء من اليسار في جبهة تكون نواة لتجميع اليسار كله وكان لا بد من التفكير في حزب العمال رغم العلاقة السيئة سابقا وكان لا بد من تقديم التنازلات ليتم التقارب فكانت استجابة حزب العمال الذي قدم تنازلا مهما متمثلا في الرضا الضمني بزعامة شكري بلعيد بما أنه صاحب المبادرة المستجاب لها فيما تمثل أهم تنازل يقدمه الوطد الموحد في إعداد حمة الهمامي للاستحقاق الرئاسي سنة 2014. عند استشهاد بلعيد قبل رفاقه في الوطد الموحد بترشيح حمة كما لو كانوا يطبقون وصية الراحل لكن الموقف تبدل عندهم بعدما توصلوا إلى أن وصية بلعيد لا يمكن أن تكون أبدية خصوصا وأن حمة الهمامي اكتفى في السباق الماضي بالمرتبة الثالثة التي حرمت الجبهة الشعبية من خوض الدورة الرئاسية الثانية. هذا الخلاف لا يحجب العديد من الخلافات الأخرى لعل أبرزها الموقف من قضية الشهيد بلعيد والموقف من المشاركة في حكومة الصيد الأولى وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الشاهد.